لا تراجع في معركة المصير… الجنوب يختار طريقه
لم يعد أمام شعب الجنوب اليوم ما يخسره، فالمعركة التي نخوضها لم تعد معركة خدمات أو تسويات مؤقتة، بل معركة مصير ووجود، معركة وطن قرر أن يستعيد نفسه بنفسه، وأن يقول كلمته الأخيرة بوضوح لا لبس فيه: إمّا أن نكون، أو لا نكون.
في هذا المنعطف التاريخي الحاسم، يقف شعب الجنوب ثابتًا خلف قيادته السياسية والعسكرية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وبقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي أثبت في أحلك الظروف أنه رجل المرحلة، وقائد مشروع وطني لا يقبل المساومة على حقوق شعبه ولا التفريط بتضحيات الشهداء.
لقد أثبتت التجربة أن القوات المسلحة الجنوبية لم تكن يومًا أداة فوضى، بل صمام أمان حقيقي، حمت الأرض والعِرض، وواجهت الإرهاب، ووقفت في وجه مشاريع الهيمنة والفساد، حين تخلى الآخرون عن مسؤولياتهم. هذه القوات وُلدت من رحم المعاناة، وتغذت من دماء الشهداء، وتحمل اليوم أمانة الدفاع عن إرادة شعب كامل.
إن الاصطفاف الشعبي الواسع خلف الرئيس الزُبيدي ليس اصطفاف أشخاص، بل اصطفاف مشروع وطني جامع، مشروع استعادة الدولة الجنوبية، وبناء دولة قانون ومؤسسات، تُدار بإرادة أبنائها، لا بوصاية الخارج ولا بعبث القوى المتربصة.
اليوم، لم يعد مقبولًا الرهان على الوقت، ولا سياسة التدوير العقيم للأزمات. الجنوب قال كلمته في الساحات، وفي ميادين الشرف، وفي جبهات القتال، وقالها بوضوح: التفويض الشعبي لقيادته للمضي قدمًا دون تراجع، ودون خوف من التهديد أو الابتزاز.
لقد رُفعت الأقلام، وجفّت الصحف، ولم يعد هناك مجال للتأويل أو المواربة. التاريخ يُكتب الآن، ومن يتردد اليوم سيجد نفسه خارج صفوفه غدًا. أما من اختار الوقوف مع شعبه، ومع قيادته، فسيكون جزءًا من نصر قادم لا محالة.
نحن ثابتون خلف قيادتنا، ماضون معها حتى النهاية، لأن هذه معركة وجود، ولأن الجنوب يستحق أن يكون، لا أن يُمحى.


