العسكريون والانتظار المميت لرواتبهم
لم تفصلنا عن أيام عيد الأضحى ومتطلباته إلا أيام معدودة ولا يزال موظفي السلك العسكري للقوى العاملة في وزارة الدفاع في انتظار استلام رواتبهم للشهر الثاني على التوالي فقلم عملاق الصحافة علي مقراط جف حبره وهو يناشد كل المعنيين في رفع المعاناة مع هولاء ولا زال الصمت الحكومي عنوانا لهذه المأساة فما أعتقد أن يكن لي صوتا مسموعا أكثر من أستاذي الصحفي علي منصور مقراط رئيس صحيفة الجيش ولكن الذي أجبرني أن أكتب لتلك المناشدة هو موقف مؤلم صادفني وأنا أمام أحد عمال الصرافة حين شاهدت أحد العسكريين في وزارة الدفاع وهو يسلم بطاقته للصراف ليسأل عن وصول راتبه فيخبره الصراف إن رواتبكم عادها فقال له العسكري
خذ بطاقتي عندك وأعطني مبلغا لأشتري لأولادي كيلو رز ودقيق وزيت فوالله لم يوجد شيء معهم إلى أن يأتي الراتب فرفض الصراف وخرج العسكري حزينا فأجبرت أن أواسيه بشيء بسيط ولكن تأسفت من الحال الذي وصل عليه أخوانا العسكريين الذين قضوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن أصبحون يتسولون وتهتان كرامتهم ،وتقل هيبتهم بسبب خذلان حكوماتهم وصمت قياداتهم فأرحموا ترحموا فما هكذا تورد الآبل مع العيون الساهرة لامن هذا البلاد ورجاله
فوراء تلك العيون أطفال لا يعرفون لسلاح الجوع سوى البكاء فمن يسكت انينهم لإشباع بطونهم طالما معاش أبائهم في غياهب الجب؟!
وحكام بلادنا بين الصعود والنزول من السفريات التي لا تعد ولا تحصى ورواتبهم بالعملة الصعبة
فخاب وخسر من أهان تلك العيون الساهرة ونسي تاريخها
والأيام دول