جذور سياسة الفتنة
إنها حقاً فتنة لا تستهدف الإساءة للمجلس الانتقالي الجنوبي وحده، بل فتنة تستهدف وحدة الصف الجنوبي وتمزيق اللحمة الوطنية الجنوبية.
فتنة لها جدول أعمال خاص لتمرير مصالح ومطامع مليشيا الحوثي التي تحاول جاهدةً زرع فتيل النزاعات القبلية من أجل أن توجد أرضية خصبة لتمرير أجندتها العدوانية على أرض الجنوب. لكن المؤلم أنها هذه المرة تحاول الزج بقبائل الجنوب من خلال حملتها العدوانية المشوهة ضمن خططها القذرة للنيل من أهداف ومبادئ القضية الجنوبية العادلة.
في محاولة منهم لخلط الأوراق وتشويش الوعي الجنوبي لكن هيهات، فقد أتت تصريحات قبائل الجنوب لتخرس تلك الأصوات النشاز معلنةً انها بريئة من تلك التهم المنسوبة إليها.
مما يستوجب علينا كجنوبيين الوقوف صفا واحدا ضد تلك الأبواق ونعزز من تلاحمنا واصطفافنا الوطني ونمضي قدما نحو استعادة دولتنا السلبية.
تلك الفتن والتشوهات حمل لواءها أعداء الجنوب الذين يفتعلون الصراع وينظّرون له من زوايا مختلفة، والفتنة فخ منصوب لكل أبناء الجنوب.
كنتُ أود أن أواصلَ حديثا بدأته عن الدور الكبير الذي لعبته القبائل الجنوبية بوأد الفتن والمحافظة على النسيج الجنوبي الواحد، ولكنني لم أستطع _ حال شروعي في الكتابة أن أتجاهل صخبا يصك الأسماع أتى من بعض ضعفاء النفوس الذين يحرضون على تلك الفتن وتلك الدعوات المشبوهة المفضوحة، نتمنى أن يعودوا إلى جادة الصواب، لأن استعادة الدولة الجنوبية أصبح مطلبا لكل شعب الجنوب.
تلك المؤامرات لم يعُد ممكنا تجاهلها، خاصة وهي تختلط- خطأ وإساءة- بمفهوم تسييس الأمور، كما أنها- في رأيي- تحاول التأثير على وعي الجماهير الجنوبية ليسهل تمزيق الشمل الجنوبي الواحد.. غيرَ مدركين بأن الجنوبيين قد ملوا وسأموا، فهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى يؤمنون بمبادئ وأهداف قضيتهم العادلة ويواصلون السير على درب الشهداء لتحقيق الهدف المنشود.
لكن الجيد هذه المرة، أن رد الفعل جاء على لسان قبائل الجنوب بأن الشعب الجنوبي بكل قبائله ومكوناته يقفون صفا واحدا مع كل الشرفاء من أبناء الجنوب ومستعدون للوقوف ضد تلك الفتن والدعوات والأصوات النشاز التي يطلقها أعداء الجنوب.