تدلكشي وتبركشي وتشربشي بالقندسي
الملك فاروق الأول يزور الريف المصري يرافقه رئيس الحكومة حسين سري باشا رأى الناس يسيرون حفاة من دون أحذية استفزه الأمر .
في يوم 6 فبراير 1941 أصدر أمرا
(نتيجة للمضار الصحية والأدبية والشكل العام والذوق العام نصدر أمرنا بمكافحة الحفاة) تبرع هو شخصيا بمبلغ كبير استجابت حكومة حسين سري باشا للتوجيهات اشترت ستين ألف حذاء
تم تشكيل (لجنة مركزية) لمكافحة الحفاة تم مطالبة المؤسسات والهيئات والشركات وبيوت الأموال بالمساعدة للمساهمة في هذا الأثر المحمود في الحياة المصرية، تدخل المفكرون ورجال المجتمع
حتى المجلات و الصحف خصصت صفحات لحملة مكافحة الحفاة .
من الطرائف صورت صحيفة المصور لقطة لرجل أمام قصر عابدين يرفع يديه للسماء يقرأ الفاتحة وهو يستلم الشبشب
ولقطة أخرى لرجل يحمل شبشبه في ابطه سعيدا به لكي لا يتسخ بالتراب .
نجحت الحملة وتم القضاء على الحفاة .
في يوم الأربعاء 18يونيو 2008م انا د. عصام كتبت مقالة في صحيفة الأيام الراقية وفي عمود خاص في الصفحة الأخيرة وهذا يعد تميزا أولا أن تكون كاتبا في هذه الصحيفة
وثانيا أن يكون لك عمود في صفحتها الأخيرة .
رحم الله العم هشام باشراحيل وأطال الله في عمر أخيه تمام .
كان العنوان (أرني حذاءك أقل لك من أنت )
كان للموضوع وقع جميل
تناولت أهمية الحذاء كيف كان أباؤنا أجدادنا في عدن يهتمون بلبس الحذاء ونظافته وأعطيت شواهد حينها ومن الواقع فيعد الحذاء للرجل أو المرأة انعكاسا لشخصه
هذا كان موجود في عدن قديما.
هناك قفشة تقول أن المرأة أول ما تنظر الى الرجل تنظر إلى حذائه، والدليل قصة زوجة العمدة في الريف الإيطالي حين عاكسها جارها من البلكونة قالت له : أرني حذاءك أقول لك من أنت .
وكان الأديب (هج ويلز) يجلس في مكتبه تحت الأرض وللمكتب نوافذ يرى من خلالها أحذية الناس فقط ويعرف أقدار الناس من نوعية أحذيتهم التي يرتدونها ويميز الشخص ومكانته من خلال حذائه .
وللأحذية والجزم والصنادل والشباشب والصرم والدلكشات حكايات وقصص وأشعار
ومنها القصة القديمة لـ (أبي القاسم الطنبوري) وحذائه الذي قعد سنوات طويلة يلبسه و كلما أصابه خرق رقعة بقطعة قماش حتى أصبح ثقيلا ووصفوه حينها بالبخيل وأصبح حذاؤه مصدر تعاسته.
وقالوا في الحذاء قديما شعرا
وهذا البيت قيل قبل ستمائة عام :(بالله جولي وارقصي، وتفردسي وتكردسي وتدلكشي وتبركشي وتشربشي بالقندسي)
يعني ياجماعة الموضوع كبير كبير من مجرد جزمة .
نحن الآن في عام 2024م
من كم يوم مريت بمدينة الشعب كنت قريبا من كلية العلوم الادارية طبعا لاتزال الجامعات في اجازة
استوقفني ثلاثة شباب من أبناء المنطقة لم اتنبه الا بعد ثوان توقفت بعيدا ركضوا ركبوا السيارة صورهم مألوفة
لم يتعرفوا علي إلا بعد ركوبهم جلس واحد بجانبي والاخرين في الخلف كنت ألحظ عليهم الحرج الشديد
واشاهد ابتسامات حرجة منهم واستحياء شديد قلت : أهلا بالشباب .ردوا أهلا دكتور عصام قلت اها اذا انتم طلابي في الكلية نعم دكتور نحن خريجين ادارة أعمال ردودهم بمنتهى الأدب الحياء والخجل .
لأنهم ثلاثتهم من دون أحذية لا أعلم السبب
ولكنه ليس الجانب المالي
هي حالة نشاهدها يوميا
في شوارعنا غير متعلقة بالجانب الاقتصادي لا أعلم سببا لهذا الأمر ولم أجد تفسيرا إلا تفسير واحد تذكرت أنني قرأت كتاب تفسير الاحلام يقول :
من رأى نفسه في المنام
يسير من دون حذاء حافي القدمين يزول همه وغمه
وان كانت قدميه تلامس التراب سيجمع مالا كثيرا
قلت يمكن الشباب هذه الأيام هذه غايتهم
أن يذهب همهم وغمهم ويكسبون مالا كثيرا
الله يصلح حالنا وحال الناس أجمعين في هذه الأيام غير المفهوم .