مقاومة حماس.. والقرآن الكريم.!!
قال الشيخ الموريتاني الددو :
وجدت ان المقاومة الاسلامية في غزة يتحقق فيها قول الله تعالى:
( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )الأعراف 167
ولم يقل من يغلبهم او يهزمهم ولكن قال ( من يسومهم سوء العذاب) .
وهدا يحاكي مقاومة المجاهدين في غزة / فلسطين.
اما قضية نهاية اليهود فهناك اشارة اخرى في قوله تعالى ( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) الإسراء 4.
فالكتاب المذكور هنا في هده الاية يمكن ان يكون المقصود به التواره او المقصود به الكتاب الكوني ( القدر).
فقد قدر الله لليهود دولتين فيهما علواً كبيراً وفساداً عظيماً.
ولم يعرف لليهود في التاريخ كله الا دولة واحدة هي الدولة التي اقامها داؤود وسليمان وذريتيهما من الملوك الذين طغوا وبغوا واكثروا في الارض الفساد فعبر عنه بقوله ( لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علواً كبيراً).
(فاذا جاء وعد أولاهما) اي اذا جاء وعد سقوط الدولة الاولى لليهود ( بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديد) وهذا يشمل الفرس والبيزنطيين (فجاسوا خلال الديًار وكان وعداً مفعولاً) وسقطت الدولة اليهودية الاولى ( وجاسوا خلال الديار) الفرس والبيزنطيين.
وهذا يدل على طرد بني اسرائيل من الشام وتفريقهم في الارض ( وكان وعداً مفعولاً).
وقال ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم) والخطاب الرباني هنا لا يقصد بني اسرائيل لان الله لم يرد لهم الكرة على الفرس والبيزنطيين ولكنها ألتفاتة مهمة موجهة للمسلمين وتعني: ثم رددنا لكم يا مسلمين الكرة على الروم والفرس فهزمتموهم وتجسد ذلك في الفتوحات الاسلامية فالمسلمون هم الذين اسقطوا دولة الروم والفرس اما اليهود فلم يفعلوا شيئاً .
فقال ( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا).
واليهود لم يكونوا قط اكثر نفيرا لكن المسلمون كانوا كذلك هم اكثر نفيرا.
ويستمر الخطاب الرباني الموجه للمسلمين فيقول جل وعلا ( ان أحسنتم احسنتم لأنفسكم وان اسأتم فلها) وهدا يمثل تاريخ الامة اذا أحسنت والتزمت الشريعة واتباع سنن الله رفع الله قدرها وعظم شانها ونصرها .. والعكس بالعكس.
وقال( وان اسأتم فلها) وتلك منبهات وعقوبات بشان المعاصي والمخالفات الشرعية ( فاذا جاء وعد الاخرة) وهي الدولة اليهودية الثانية والمقصود وعد قيامها ( ليسوء وجوهكم) اي ليسوء اليهود وجوهكم يامعشر المسلمين ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة) وهو احتلاله كما هو حاصل اليوم ( وليتبروا ما علوا تتبيرا) ليتبروا: اي ليهدموا ويبطشوا ماعلوا و( ما) هي موصولة اسمياً والعائد محذوف وتقديره ماعلوه او ان تكون ( ما علوا) موصولة بحرف ما نائباً او ظرف زمان فيكون ذلك مدة علوهم.
ثم عاد ليخاطب المسلمين فقال(عسى ربكم ان يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) والمقصود: ان عدتم يامسلمين للجهاد في سبيل الله عدنا لكم بالنصر والتمكين وجعلنا جهنم للكافرين ( اليهود) حصيراً.