يا سامعين الصوت ردوا علينا.
مما يحز في نفوس آبائنا أن يروا زهرات حياتهم تتساقط وهم غير قادرين على حمايتهم. ومما يحز في أنفسهم أكثر أن يروا الفاشل يصبح ناجحًا. هذا ما يحدث في مجتمعنا في هذه المرحلة، حيث نشاهد مخرجات الجامعات والمعاهد تتسكع في الشوارع على الرغم من تخصصاتهم ونتائجهم. وقد وصل البعض إلى سن التقاعد دون أن يجد وظيفة، مما يجعل الآباء والأهل جميعًا يتحسرون على مستقبل أبنائهم، ولا يدرون ما هي النهاية التي ستؤول إليها أحوالهم.
فبعض الأسر لديها ستة خريجين في مختلف التخصصات بتقديرات مشرفة، ولا من مجيب. أين أنتم يا وزير الخدمة المدنية، ويا وزير التخطيط؟ أين الخطط التي تم التعهد بها في السبعينات والثمانينات لتوزيع الخريجين؟ وأين برنامج الحكومة الخاص بالكادر؟ هل لا توجد خطط أو برامج مع الحكومة؟
في النهاية، مللنا من العيش في هذا البلد. ولو كان هناك بلد آخر يستقطبنا، لتركنا هذا المكان لكم. لأن البلاد منهارة، غير قادرة على دفع مرتبات موظفيها، ولا على توظيف المخرجات، ولا على إخراج المتقاعدين منذ ثلاثة عشر عامًا. فأقولها بالفم الملآن: يا سامعين الصوت، ردوا علينا!