وعي.. هل الإنسان مسير أم مخير.؟

هذه القضية شغلت العلماء تنوعت التفسيرات والتأويلات فيها .

وماهي الطريقة السليمة لمعرفة ما اذا كان الإنسان مسيراً او مخيراً .
ولمعرفة الإجابة الصحيحة يجب ان نفهم اولاً كيف نشأت المشكلة حتى نجد حلاً لها واجابة على السؤال.؟! 

يلاحظ الإنسان ان هناك افعال تقع رغماً عنه وهناك افعال تقع منه وهناك افعال تقع عليه فنشأ هدا السؤال:
( هل الإنسان مخير أم مسير).

فلو كان الإنسان في كل شئ مخيراً لم ينشأ هذا السؤال ولو كان في كل شئ مسيراً لم ينشأ هدا السؤال.
 
لكن الواقع ان هناك امور في حياة الإنسان هو مخير فيها وأمور اخرى في حياة الانسان هو مسير فيها.. ولذلك نشأ هذا السؤال.( العنوان) .

وافضل من اجاب على هذا السؤال هو الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى قال:
 الإنسان في هذه الحياة بين ثلاثة افعال. 
1- افعال تقع عليه
2- افعال تقع فيه
3- افعال تقع منه
فالافعال التي تقع على الانسان مثل: ان يخرج الانسان من بيته فيجد الجو حاراً او ممطراً او ماشابه ذلك فهده افعال تقع عليه وهو مسير فيها لان ليس له اي خيار فيها. 
وافعال تقع في الانسان مثل: الدورة الدموية في جسده ونبض قلبه وما شابه ذلك ليس له يد في تحريكها وهنا يكون الانسان مسير فيها. 

ومن رحمة الله بنا اننا لم نكن مخيرين في مثل هذه الافعال ولو ان الانسان هو الذي يسير الدورة الدموية في جسده فسيكون مشغولاً بها طوال الوقت ولن يجد الوقت الكافي للاعمال الاخرى ولو فرضنا انه نسي ذات مرة فسيموت.. 
تخيل انك مسؤصل عن الهضم او عن نبض قلبك سيكون ذلك مرهقاً لك وستموت مبكراً ، كذلك ابوك وامك وشكل اولادك لست مخيراً فيها
اذن هذه افعال تقع فيك انت مسير فيها لا مخير. 
ويضيف الشعراوي: ان الافعال التي تقع فيك والافعال التي تقع عليك فانت مسير فيها لا مخير  ، اما الافعال التي تقع منك فانت مخير فيها لا مسير .
ولذلك فان الإنسان مخير في الأمور التي تقع منه ( افعالك.. قرارات.. تصلي ام لا تصلي.. اختيار مسارك في الحياة اي ان تكون طبيباً .. او مهندساً.. او طياراً..الخ) فانت الذي تختارها وانت فيها مخير. 
اذن الإنسان في هذه الحياة بين تسيير و تخيير..وتلك مشيئة الله في خلقه.