ثورة 14 أكتوبر المجيد: شعلة الحرية التي لن تنطفئ
كانت ثورة 14 أكتوبر المجيدة ميلاد أمة جديدة وصرخة الحرية التي دوت في سماء الجنوب العربي، وضربت بقوة قلاع المستعمر الذي ظن أن الأرض والشعب سيرضخان لجبروته إلى الأبد. لكنها كانت صرخة رجال أحرار رفضوا الذل والهوان، وكتبوا بدمائهم الزكية تاريخًا جديدًا لجنوبنا العربي، معلنين أن الحرية لن تُستجدى، بل تُنتزع انتزاعًا مهما كان الثمن.
لقد كانت الثورة تجسيدًا لأحلام الشعب في التخلص من قيود الاحتلال البريطاني الذي دام أكثر من 129 عامًا. واستطاعت قوى الشعب بقيادة الفدائيين الأبطال أن تحوّل تلك الأحلام إلى واقع ملموس، حيث تساقطت معاقل المستعمر الواحد تلو الآخر حتى نال الجنوب استقلاله في 30 نوفمبر 1967.
لقد كانت ثورة 14 أكتوبر أكثر من مجرد عمل عسكري؛ كانت انتفاضة جماهيرية عارمة، احتضن فيها الشعب أبطاله الثوار وقدم كل ما يملك من أجل تحقيق النصر. من جبال ردفان الشامخة إلى سهول لحج وعدن، حمل الفدائيون السلاح وهم يرددون هتافات التحرير، عازمين على أن تكون الأرض حرة كما أرادها أجدادنا.
إننا اليوم، ونحن نحتفل بذكرى هذه الثورة المجيدة، لا نحتفل بالماضي فحسب، بل نجدد العهد للثوار الأبطال، ونعلن للعالم أجمع أن روح 14 أكتوبر لا تزال تنبض في قلوبنا. وكما طردنا المستعمر من أرضنا، فإننا عازمون على استعادة دولتنا كاملة السيادة من جديد، فجنوبنا العربي لن يقبل سوى بالحرية والكرامة.
إن ثورة 14 أكتوبر ليست مجرد صفحة في كتب التاريخ، بل هي نور يرشدنا في نضالنا المستمر لتحقيق الاستقلال واستعادة دولتنا. وتلك الشعلة التي أضاءها الثوار بدمائهم الطاهرة لن تنطفئ، بل ستظل مضيئة في قلوب الأجيال المتعاقبة حتى تتحقق جميع أهدافها.
الجنوب العربي يستحق أن يكون حرًا، ونحن أبناؤه لن نرضى بغير ذلك. فمن لم يكن معنا في وقت الثورة، لا مكان له معنا في وقت السلام.