اليمن بين فقر الواقع وصمت الحكومات

من قلب اليمن الجريح وبين زحام الأزمات وتراكم الخيبات، يقف المواطن اليمني متكئاً على أمل واهٍ، يترنح على حافة الانهيار، ما عاد الراتب الذي أصبح "أشبه بمكافأة رمزية" يغنيه من الغلاء، لا أمن يتوفر ولا الدولة تقوم بواجبها تجاهه، أزمة اقتصادية ومعاناة وطنية عميقة وأزمة لاتشبهها كل الأزمات امتدت جذورها إلى كل بيت ولامست كل نفس.

كيف لإنسان أن يصمد وراتبه بعد الترنح الأخير للريال  اليمني لا يعادل حتى 100 ريال سعودي؟! كيف لأبٍ أن يشتري قوت يومه أو أقل من ذلك!!، أو أن يحلم لأطفاله بتعليم مناسب، أو شراء علاج لهم؟!.
 الكيلو الأرز من الدرجة المتوسطة أو أقل منها بات ترفًا لا قدرة له على اقتنائه أو توفيره، حتى التونة المعلبة باتت من رابع المستحيلات أن تحضر على وجبة غذائه،
أما الوقود والكهرباء والغاز فحدث ولا حرج فقد حصلت أزمة في العاصمة عدن أيام العيد شديدة وغير مسبوقة، المواطن في المناطق المحررة عجز في توفير أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم له ولأولاده.. إلى متى؟! إلى هنا ويكفي صبرًا .

أمام هذا الواقع المأساوي لاوجود حقيقي للسلطة الشرعية ولا لمجلسها "مجلس  القيادة الرئاسي الموقر"، الحكومة تبدو بعيده كل البعد عن نبض الشارع، وكأنها تعيش في كوكب آخر لاتحس ولا تتألم بما يتألم به، يرتفع الصرف يوميًا على مدى سنين، وتنقطع وتتأخر الرواتب شهور، وتنعدم المشتقات النفطية أسابيع، وتموت الناس أمام أعينهم يوميًا جراء الوضع الكارثي وهم  ولايحركون ساكن ولاينطقون ببنت شفة وكأن الأمر لا يتعلق بهم.. ماهذا الصمت المريب وهذه الصلابة؟!، والله شيء مخيف مايحدث ومقلق للغاية ويدعو على الاستغراب والشك، إذا لم تحسوا بما يحدث فمن للمواطن بعد الله!.

رسالة أخرى للتحالف يعلم الجميع بأنكم دخلتم  اليمن بزعم "نصرة الشرعية" وإحلال الأمن وتوفير الخدمات فيها لماذا لا تقوموا لما جئتم له ولاجله!!
ماذا حل بكم أنتم أيضًا!! أرضيتم أن تكونوا شركاء في المعاناة وسببًا رئيس في كل مايجرى للمواطن، لقد حان الأوان لوضع حلول جذرية عاجلة لإنقاذ حياة الإنسان اليمني وتلبية نداءات الاستغاثة فهو والله ينازع وفي رمقه الأخير فما عساكم فاعلون!!، أما تغيير وهيكلة المنظومة الحاكمة في البلد برمتها وإلاّ فالغضب الشعبي آت لا محالة وسيتحول إلى فعل والمطالب ستنتزع  انتزاعًا، وعلى طريقة حراك شعبي سلمي في كل مدينة وفي كل قرية حتى وضع حلول على وجه السرعة تحفظ له فيه  كرامته أمام أولاده وأمام محيطه.
 كفى إلام وذل
الشعب لايريد شيء محال أو شيء تعجيزي  لالا.. المواطن يريد وطنًا ينعم فيه برفاهية العيش وبأمن وتعليم وصحة وكهرباء وخدمات أخرى، المواطن لا يحتاج إلى شعارات بل إلى إصلاحات جذرية تعيد إليه البسمة والكرامة، أخيرًا الوطن يستغيث.. فهل منكم من مجيب؟!