مجلس حضرموت الوطني

بقلم / محمد احمد بالفخر

    في مدينة الرياض عاصمة القرار العربي تم الإعلان مساء الثلاثاء 8/10/2024م عن انتهاء اجتماع هيئة رئاسة مجلس حضرموت الوطني والذي اتخذ قراراً بتعيين الأستاذ عصام الكثيري اميناً عاماً للمجلس وتعيين الأستاذ جمعان بن سعد والدكتور رفعت باصريح مساعدين للأمين العام،

وتم تعيين الشيخ عبد الله مبروك بن عجاج رئيساً لمجلس الحكماء، وكذلك رؤساء الدوائر التي كُلِّف بإدارتها مجموعة من الشخصيات الجديدة والتي ربما قد لا يكون لها أو بعضها على الأقل حضور في الانشطة السياسية خلال السنوات الماضية لكن الكثير منهم مشهود لهم بالكفاءة في أعمالهم،

هذا الإعلان حمل بشرة خير لكثير من أبناء حضرموت في الداخل والمهجر وخاصة ان الإعلان تم في الرياض بعد أن استضافت المملكة العربية السعودية الشقيقة اجتماع هيئة رئاسة المجلس والاجتماعات السابقة للوفد الأول والثاني،

حضرموت كغيرها من المحافظات اليمنية الأخرى تعاني ما تعانيه بعد الازمات التي تعرضت لها البلاد قاطبة ومازالت تعاني من نتاج الأحداث المؤلمة التي أودت بها الى مهاوي الردى،

وتأتي الفرحة العارمة لدى كثير من أبناء حضرموت بهذا الخبر لأسباب عده منها وفي المقام الأول الشعور بدعم المملكة لحضرموت بشكل خاص كما هو لليمن بشكل عام وسيكون دعمها لهذا المجلس وللمهام المناطة به وأهمها انتشال حضرموت من الوضع المتردي في كافة المجالات الصحية ومنها بناء مستشفيات وتزويدها بأمهر الأطباء وأفضل الإمكانيات للتقليل من ظاهرة السفر للعلاج في الخارج وبالتالي توفير أموال طائلة يتم اهدارها في الرحلات العلاجية، وكذلك بناء المدارس والكليات الجامعية والتفكير الجاد لحل مشكلة الكهرباء المزمنة بإنشاء محطات فائقة الجودة وقليلة التكلفة لتنهي معاناة المواطنين التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم،

وكذلك مشاريع حيوية للمياه لتوفير مياه نظيفة ونقية بدلاً من المياه التي تفاقم المشاكل الصحية للمواطن، إضافة الى مشاريع الصرف الصحي التي توفر بيئة آمنة خالية من الأمراض ومسبباتها،

ولا ننسى البنية التحتية ومن أهمها مشاريع الطرق مثل سفلتة الشوارع في المدن الرئيسية وكذلك الطرقات بين المدن والأرياف وغيرها، وتفعيل الموانئ والمطارات وتطويرها إضافة الى المنفذ البري وتحسين خدماته،

  وبعد ذلك الانطلاق للمشاريع العملاقة كمصفاة للنفط تخدم المنطقة كلها وكذلك الاستثمارات في مجالات متعددة وأهمها مناجم الذهب الذي كثيراً ما تم الحديث عنه دون معرفة لنتائجه،

وكذلك من أسباب الفرحة العارمة أن الإعلان عن قيادة المجلس وقرب عملها الميداني لتخفف من التوترات التي تعيشها المحافظة هذه الأيام وسيساعد في نزع فتيل الخلافات بما يحقق لحضرموت الأمن والاستقرار وسيحد من توغل المشاريع الخارجية وابعاد المحافظة عنها ضماناً لسلامتها وسلامة مواطنيها،

نقطة أخرى وهي من الأهمية بمكان التأييد الرسمي من قبل قيادة الشرعية اليمنية والترحيب بقيام المجلس واستقبال أعلى قيادات الدولة لوفد المجلس الأول قبل الاشهار وبعده ومنهم فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ونائبيه الشيخ عثمان مجلي والدكتور عبدالله العليمي إضافة الى رئيسي مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني ورئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر إضافة الى زيارة رئيس مجلس الوزراء السابق للوفد في مقر اقامتهم، وقد عبّرت تلك الزيارات عن الترحيب بقيام المجلس وخاصة أنه ضم نخبة مميزة من شخصيات المجتمع الحضرمي الذين جعلوا حضرموت نصب اعينهم ويعملون جاهدين وباستمرار لجعلها في مقدمة الصفوف كما يسعون لأن تكون سيدة قرارها،

والخلاصة أن قيادة المجلس تدرك تمام الادراك ما يفتعل في الساحة وأن الساحة مليئة بمكونات أخرى وكلها ترفع شعار المطالبة بحقوق حضرموت وتدّعي التمثيل الحصري وأنها الحامل السياسي للقضية الحضرمية فينبغي فتح الحوار معها والاقتراب اليها وتجنب الاصطدام بحال من الأحوال،

وفي الختام نهني ونبارك لرئاسة المجلس تعيين هذه النخبة المميزة لقيادته والشكر موصول لحكومة المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة التي استضافت الوفود الحضرمية على أراضيها لأنها تدرك أهمية استقرار الجوار.

خاتمة شعرية من اغنية حضرمية شهيرة

مع تعديل بعض المفردات للضرورة:

مجلسنا لا ظهر با يظهر ألاّ الصلاح

بعد سنين مرت شحاح

وترى الذي با يجيبونه من أهل الكفاح

رجال قوة صحاح

 والهون ذقناه والغربة وكلين صاح

ولا لقا شيء الصياح

 واليوم مجلسنا بالأحقـاف فيه الفلاح

والمخرجة والنجاح