عبدالملك المرتاب من كل شيء
أبين الآن /خاص
كتب/خالد سلمان
غيَّر كل الفريق الأمني ، منع دخول عناصر حزب الله والحرس الثوري إلى غرفة مكتبه، حظر اللقاءات المباشرة الخاصة بهم، وخلق قناة إتصال يمر عبرها التواصل مع عبد الملك.
هذ ليس إحترازاً أمنياً هذا إرتياب ، لقاتل يلتفت حوله يرى أن كل الناس مشاريع إغتيال لشخصه ، هذا ليس شكاً هذا وسواس قهري سيقود عاجلاً أم آجلاً إلى تصفيات داخلية حوثية حوثية على قاعدة البحث عن ثغرة في الولاء ، تشمل الدوائر المصغرة وحلقات صناعة القرار.
ما يعيشه عبدالملك هو العودة ثانية إلى تجارب الديكتاتوريات ،بتسليم أمنه الشخصي للعائلة ، وتكليف شقيقه بتحمل مسؤولية الحفاظ على رأس قائد الجماعة ، بعد سلسلة تفجير رؤوس قادة حزب الله من البيجر واللاسلكي وحتى إجتماعات الدور ال13 تحت الأرض.
في النهار يهتف بالموت لإسرائيل ، وفي المساء يرمي عيونه في كل مكان خوفاً منها ، عل كاتم صوت يحوم حوله ،يتلصص على نبضه يختبئ تحت سرير نومه ويستعد للضغط على الزناد.
إسرائيل تتعقبه هكذا يفكر الرجل، ناسياً إن هناك من هو أولا به هم ضحاياه في اليمن، وهم من سيسقطوه ، في اللحظة السانحة سيتم إستدعاء دماء الملايين وعذاباتهم ، وستعقد حول عنقه حبل المشنقة وتعلن موت قاتل.
عبد الملك المرتاب من كل شيء، أحال حراساته السابقة إلى معسكر تحت المراقبه ، إستبدل طواقم الحماية ، إنتقاهم من خارج المدن أي من الجبهات، الذين لا تحوم حولهم إمكانية الخرق الإسرائيلي ،ألغى كل وسائل الإتصال ،وسع دوائر الشكوك لتطال الحلفاء من الخبراء، بعد أن تسلل الرعب إليه وبات لايعرف من المخلص الوفي ومن العميل المخترق.
هذا الرجل يعكس متلازمة القاتل الذي يسكنه عقاب الضحية ، لايعرف من أي ركن ستأتيه الطلقة ، ومتى سيُدفن حياً تحت ركام كهوفه المحصنة.
مايحدث لعبدالملك حشرجة رجل ميت في نزعه الأخير، لا صرخات بطل حتى وإن إدعى ذلك