لماذا تبكي المرأة وما يثير دموعها ؟
في أحد المقاهي الهادئة في مدينة عدن الجميلة ، جلست مع صديقي سعيد. كان النقاش يدور حول مشاعر المرأة وما يثير دموعها.
سعيد: علي، أخبرني بصراحة، لماذا تبكي المرأة؟ أنا شخصياً لا أفهم. زوجتي تبكي أحياناً من أمور أعتقد أنها بسيطة، فأشعر بالعجز أمام دموعها.
علي: سعيد، بكاء المرأة غالباً ما يكون مرآة لما تشعر به. أحياناً يكون الحزن، وأحياناً يكون التوتر أو حتى الفرح. دعني أشاركك بعض الأسباب التي تجعل المرأة تبكي.
سعيد: تفضل، أريد أن أفهم أكثر.
علي: حسناً. أولاً، المرأة قد تبكي بسبب الشعور بالإهمال. عندما تشعر بأنها غير مسموعة أو غير مقدَّرة، فإن هذا يولد بداخلها شعوراً بالوحدة، حتى في وجود الآخرين.
سعيد: صحيح، لاحظت ذلك. وأحياناً تشكو من عدم اهتمامي بالتفاصيل.
علي: بالضبط. السبب الثاني هو التعب النفسي. الضغوط اليومية، سواء في العمل أو في الحياة الزوجية، قد تكون ثقيلة عليها. وأحياناً لا تستطيع التعبير بالكلمات، فتجد في البكاء متنفساً.
سعيد: لم أفكر في ذلك من قبل... كيف يمكنني مساعدتها في هذه الحالة؟
علي: أفضل طريقة هي أن تكون مستمعاً جيداً. لا تحاول دائماً أن تجد الحلول مباشرة، بل كن حاضراً معها. استمع لمشاعرها ودعها تعبر. هذا في حد ذاته يخفف من حملها.
سعيد: صحيح... أحياناً أنسى أن الاستماع هو الحل.
علي: وهناك أيضاً بكاء الفرح. أحياناً تبكي المرأة لأنها تشعر بالامتنان أو الفرح الشديد. هذا نوع جميل من البكاء، لكن علينا أن نميزه.
سعيد (يبتسم): نعم، لاحظت هذا في لحظات خاصة معنا.
علي: وأخيراً، المرأة قد تبكي بسبب الخوف. سواء من المستقبل أو من المجهول. قد تكون لديها مخاوف لا تبوح بها بسهولة.
سعيد: هذا منطقي... لكن كيف يمكنني أن أدعمها؟
علي: أعطها الطمأنينة. كلماتك وأفعالك يجب أن تعزز شعورها بالأمان. شاركها مخاوفك أيضاً، وكن شريكاً في صنع قراراتكما.
سعيد: علي، أشعر أنني فهمت الآن أكثر. بكاء المرأة ليس ضعفاً، بل هو تعبير عن مشاعرها العميقة. سأحاول أن أكون مستمعاً وصبوراً.
علي: هذا هو المفتاح، يا سعيد. الفهم والتواصل هما الحل لكل شيء.
ختاماً أرجو أن تسمع مني هذا الأمر أن بكاء المرأة ليس لغزاً معقداً، بل هو جزء من طبيعتها العاطفية الغنية. والمفتاح هو في الفهم والاستماع، فالمرأة تحتاج لمن يسمعها ويشاركها مشاعرها بصدق.