امراض الطفولة القاتلةتفتك بأطفالنا فما الحل؟

بقلم/ أنيس علوة

لا يختلف اثنان من أطباء الاطفال و اهل الاختصاص بالطب ان التلقيح والتطعيم الروتيني للطفل منذ الولادة هو جدار الوقاية له من أمراض الطفولة القاتلة التي تفتك بحياة آلاف الأطفال سنوياً في شتى بلدان العالم

فمناعة الطفل الضعيفة منذ ولادته تجعله عرضة لتلك الامراض القاتلة التي قد تفتك بحياته فأخذه للقاحات الروتينية تكسب جمسه مناعة وحصانة ضد الأمراض الذي قد تصيبه مستقبلاً لاقدر الله وتجعل من جسمه اكثر حصانة و مقاومة لها 

يجهل الكثير من الآباء والأمهات في وطننا الحبيب أهمية التطعيم الروتيني للطفل منذ ولاته ويمتنعون عن تطعيم أطفالهم غير مدركين بالعواقب الوخيمة لأمراض الطفولة القاتلة على أطفالهم إذا ما ظهرت وتفشت هذه الامراض بين فينة وأخرى 

في وطننا اليمني يموت المئات من الأطفال سنوياً من الذين لم يأخذوا جرعات التحصين الروتيني والتكميلي بسبب امراض الطفولة القاتلة (الحصبة -الدفتيريا-شلل الأطفال-السعال الديكي -الكزاز-التهاب السحايا- ٠٠٠) نتيجة اللامبالاة والجهل بأهمية التحصين الروتيني والتكميلي للطفل من قبل الكثير من الآباء والأمهات

كما ان هناك اسباب أخرى لإمتناع الأهالي من تطعيم وتحصين ابنائهم منها الإشاعات الخاطئة و الكاذبة التي تنتشر بين اوساط المجتمع والمجهولة المصدر عن عدم مامونية اللقاحات والتي تم دحضها بفيديوهات مصورة ونزولات ميدانية لرجال دين وشخصيات اجتماعية مؤثرة إلى مخازن وزارة الصحة العامة والسكان لتأكيد سلامتها ومامونيتها بحفظها في وسائل حفظ وتبريد خاصة مدعوعة بمولدات كهربايية ومنظومات الطاقة شمسية والتي تعمل على مدار الساعة 

سالت عدداً من مشائخ وطلبة العلم الشرعي ممن يقاطعون التطعيم ويمتنعون عن تحصين اطفالهم هل هناك فتوى بتحريم التطعيم للاطفال فكانت إجابتهم جميعاً بالنفي و أقروا ان هناك فتاوى لكبار العلماء بوجوبه إذا ما كان هناك ضرر على المجتمع من انتشار وتفشي الامراض وحفظاً للنفس من الهلاك والموت  

يروي احدهم أن أحد المراكز الدينية بعد ان انتشر مرض الحصبة ومات عدداً من اطفال المنطقة التي يتواجد فيها المركز رحب مشايخها بأن يكون فريق للتحصين والتطعيم في تلك المنطقة بعد ان حصدت الحصبة ارواح عدد من الاطفال فيها 

ما يحز في النفس ان الكثير من الآباء والأمهات لا يدركون أهمية تحصين اطفالهم ضد امراض الطفولة إلا بعد ان تقع الفاس في الرأس ويصاب اطفالهم بتلك الأمراض مسببة لهم العاهات والإعاقات او ربما الوفاة فيلقوا باللوم والعتب فيما بعد على الاطباء والمشافي والقطاعات الصحية التي تقدم خدمات التطعيم والتحصين مجاناً للمواطنين في كل الوحدت والمراكز الصحية والمشافي المنتشرة في قرى ومدن المحافظات والمديريات 

في كل بلدان العالم بما فيها جل البلدان العربية والإسلامية تم القضاء على أغلب أمراض الطفولة واستئصالها من تلك البلدان بفضل الوعي المجتمعي وتفاعل الآباء والأمهات فيها وإلزامية التحصين والتطعيم للأطفال من قبل حكومات الدول رغم القضاء على تلك الامراض 

حيث تعد شهادة وكرت التطعيم ضد امراض الطفولة في تلك البلدان هوية للطفل تمكنه من الدخول إلى المدرسة للالتحاق بالتعليم وعدم وجود شهادة تطعيم للطفل تجعل منه طفل مجهول الهوية وخطراً على أقرانه من الاطفال الآخرين

بينما في بلادنا نجد عكس ذلك رغم كل الجهود التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان ومكاتبها في المحافظات والمنظمات المانحة فما زالت أمراض الطفولة تظهر من حين لآخر بسبب قلة الوعي المجتمعي وعدم استشعار المسؤوليةمن اولياء الامور بأهمية التطعيم والتحصين الروتيني للطفل ضد امراض الطفولة القاتلة وغياب تفعيل القوانين في إلزامية التطعيم والتحصين للطفل من قبل الدولة مما يجعل من بلادنا عرضة لظهور هذه الامراض وتفشيها بين اطفالنا 

عشمنا وأملنا ان تجد رسالتنا آذان صاغية وعقول واعية في مجتمعنا اليمني أفراداً وجماعات وحكومة لاستدارك أهمية وضرورة التحصين والتطعيم الروتيني لأطفالنا ضد امراض الطفولة القاتلة وإدراك خطورة تلك الامراض على اطفالنا وعواقبها الوخيمة عليهم فدرهم وقاية اليوم خير من قنطار علاج غداً ٠٠٠٠٠