قتل مستقبل الأجيال إمضاء الفشل الحكومي.

بقلم: موسى المليكي.

قاربت العطلة الدراسية على الإنتهاء وبدأ الجميع يستعد للتوجه نحو عام دراسي جديد لم يكن العام الذي سبقه بأحسن حال حيث تعثرت الدراسة فيه بسبب إضراب المعلمين الذين طالبوا بجملة من الحقوق المشروعة وحرم الطلاب والطالبات من دروس فصل دراسي كامل بسبب ذلك الإضراب.

ضج الناس منتقدين خطأ توقيت الإضراب وشكلوا ضغوطا على المعلمين لفك إضرابهم واستكمال العام الدراسي ووعدت الحكومة والسلطة قادة العمل النقابي بوضع الحلول.

اقترب العام الدراسي الجديد ولم يتم وضع أي حلول إلا تناولات إعلامية ببحر من الوعود لا تسمن ولا تغني المعلم الذي سئم من كثرة تلك الوعود.

 وعود اضحت في نظر المعلم مجرد استهلاك إعلامي فيما 147جهة إيرادية لا تورد أي مليم واحد لخزينة البنك المركزي حسب تصريح محافظ البنك ويتم توريد المبالغ لصالح جماعات وزعماء كيانات وتشكيلات قل عنها أي شيء إلا أن تكون متصلة بالدولة.

المعلم وأسرته يتضورون جوعا ويلاحق من المؤجر وملاك العين العقارية كسارق وكذاب وناكث للوعد لعدم تسديده الإيجار وبالعملة الصعبة ويراد منه أن يكون وطنيا خالصا والمسؤولين لا تستثني منهم أحدا ، جعالة ابن أصغر مسؤول في اليوم لا تقل عن مائة ريال سعودي وهم في نظر البعض قادة في العمل الوطني والنضالي والتضحية.

 فقط المعلم والموظف منزوع الوطنية لأنه لا يتحمل من أجل الوطن وابنه أو ابنته يموت أمام عينيه ولا يجد قيمة رشادة العلاج وهو لا يذهب لأداء عمله ولا يقطع المسافات حافي القدمين حتى يصل إلى الفصل الدراسي. 

يراد منه غصبا عن أبوه أن يكون وطنيا ويواصل السير في رحلة الجوع والعذاب حافي القدمين ملاحقا من المؤجر وصاحب البقالة ووو...

المعلم قبل أن يكون معلما هو إنسان ومواطن وهذا الإنسان والمواطن من حقه وفق القانون ونصوص الدستور أن يعيش حياة كريمة آمنة مستقرة وعلى السلطة والدولة توفير ذلك وإلا لم تعد سلطة فما بالك أن يكون معلما يربي الأجيال تكون مسؤولية السلطة والحكومة مضاعفة لتوفير كافة حقوق هذا المعلم.

هنا نريد أن نسأل التربية والسلطة والحكومة وقادة المجتمع والناشطين والإعلاميين الذين انتقدوا خطأ توقيت إضراب المعلم وطالبوه بفكه في حينه واستكمال العام الدراسي هاهو العام الدراسي الجديد يطرق أبوابه والمعلم لم يتحقق له شيء غير وعود كاذبة بأي وجه ستقابلون هذا المعلم وستطلبون منه مواصلة رحلة العذاب لوحده وبأي منطق ستقنعوه؟؟
أبمنطق انخفاظ اسعار المواد الشكلية في السوق؟؟

الحلول الترقيعية والتعويل على الدعم المجتمعي وحشد المتطوعين والمتطوعات وتمنيتهم بسلة غذائية لتغطية عورة الحكومة وسوأتها ليست سوى عملية ذبح خطيرة للعملية التعليمية ومهرجان كبير لقتل مستقبل الأجيال تحت إمضاء الفشل الحكومي والنخب الحزبية الهزيلة.