الشماسي..الاستثناء الجميل..!

 * ما لم يكن المتابع للشأن الاقتصادي خاملا ذهنيا،فاقدا تماما للقدرة على التقاط الأحداث النادرة وتحليلها بعمق،أستطيع القول إن مشاركة معالي وزير النفط والمعادن في المنتدى الدولي (أو كما يعرف باسم أسبوع الطاقة الروسي)، لم تأخذ حقها في التحليل وفحص مدلولات ما أنجزته،كأرضية يمكن البناء عليها.
 *والجميل في مشاركة الدكتور سعيد الشماسي رئيس اللجنة اليمنية الروسية، أنها جاءت في توقيت يغرق فيه الاقتصاد اليمني بفعل الممارسات الصبيانية الطائشة للمليشيات الانقلابية.
 * لست هنا بصدد التطبيل أو التهويل  للمشاركة اليمنية الفاعلة في منتدى أسبوع الطاقة الروسي،لكن مقتضيات علم الاجتماع تدفعني للتأكيد على حقيقة جوهرية مفادها أن الدكتور الشماسي ألقى الكثير من الأحجار في بركة المياه الاقتصادية الراكدة،وبالتالي على الحكومة التقاط طرف الخيط، والبدء في التحرك لفتح آفاق عالمية تخفف من حدة الاحتقان الاقتصادي الذي يعصف بالمواطن اليمني.
 * قد يقول قائل: إنها مجرد مشاركة ولقاءات عابرة وكلام جميل يعقبه خمول وكسل و هدوء لا يصنع عاصفة.
 * أقول بدوري: إن التقليل من حجم التفاهمات مع الجانب الروسي في قطاعات النفط والغاز والثروات المعدنية،لا يمكن فهمه،ليس لأنه استعصى على الهضم،ولكن لأن أي نظرة إلى النصف الفارغ من الكوب،لا تنسجم مع النصف المليان من ذات الكوب فيها تجن واضح على حركة الوزير،وتعالوا نفسر الطرح بدقة من يخرج الشعرة من العجين.
 * أول هام: أثبت معالي وزير النفط والمعادن ورئيس اللجنة اليمنية الروسية المشتركة بمشاركته الفاعلة في منتدى الطاقة، أن بمقدور السفن ذات الإرادة القوية أن تجتاح خيارات الرياح التي تأتي بما لا تشتهي سفن التردد والنوم في العسل.
 * ثاني هام : برغم كل رياح السموم ووضع يتراوح بين غرفة إنعاش وموت سريري للاقتصاد،يدفع وزير النفط والمعادن ببعض الخيارات التي من شأنها أن تكون الاستثناء الجميل وسط كل هذا الترهل الاقتصادي.
 * والجميل في نتائج مشاركة وفد بلادنا في منتدى الطاقة الروسي،أن الوزير الشماسي أجرى الكثير من المباحثات الثنائية الممتازة.
 * وعندما وجه معالي الوزير الشماسي دعوة للشركات الاستثمارية الروسية في قطاعات النفط والغاز والمعادن،فلأنه استدعى تجليات سابقة أيقظت عمق العلاقات اليمنية الروسية من سباتها،وهي علاقات تاريخية راسخة،جذورها تمتد للعام 1984.
 * رسالة ذكية أخرى مررها معالي الوزير الشماسي على هامش المشاركة في منتدى أسبوع الطاقة الروسي،تتعلق بتأكيده من موسكو على أن العام القادم عام التعدين،وهي رسالة أقرب إلى ضربة معلم،على اعتبار أن هذا القطاع الحيوي المهم بحاجة إلى قواعد استثمارية ذات تجارب سابقة،وهذا ما يتوفر في الشركات الروسية التي لازالت بصماتها حاضرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
 * تبرمت كثيرا من طابع التعامل الإعلامي اليمني الهامشي مع مشاركة وفد بلادنا في منتدى الطاقة الروسي، على عكس الإعلام الروسي الذي توغل الى العمق،فيما اكتفى إعلامنا الرسمي بنظرة خاطفة على التخوم.
 * تأسفت كثيرا، لأن الوعود و التفاهمات التي انتزعها الدكتور سعيد الشماسي من أعلى هرم في مجال الطاقة الروسي،كانت جديرة بأن يحللها الإعلام اليمني بدقة ويخرج منها بما يرفع معنويات الناس.
 * مشاركة وفد وزارة بلادنا في منتدى الطاقة الروسي برئاسة وزير النفط والمعادن ورئيس اللجنة اليمنية الروسية المشتركة الدكتور سعيد الشماسي،بقعة ضوء تدعو لانتشار مساحة النور،علينا أن نستبشر بها خيرا،لا أن نتعامل معها بأذن من طين وأخرى من عجين.