لا أدري لماذا ينزعج الأحرار من مواقف العبيد المخزية ؟ 

تابعت كغيري من رواد وسائل التواصل الاجتماعي الكم الهائل من الهذيان ، والبذاءة ، والتفاهة ، والسفاهة ، والشماتة التي أبداها كثير من ساقطي الأخلاق ، ولاعقي أحذية أسيادهم ....وهم يتندرون ، بل ويتلذذون بمقتل البطل المغوار ( يحيى السنوار ) .

وبالمقابل تابعت ردود بعض الناشطين الواقفين في خندق المقاومة وقد كلفوا أنفسهم عناء الردود لتلك السفاهات ، وربما أنزعج البعض الآخر ، واعتصر الألم قلوب آخرين ..

في  الحقيقية أنا لست منزعجاً كثيراً لحال أولئك وهؤلاء...
ذلك أنَّه من الطبيعي ، بل ومن الطبيعي جداً جدآ أن تصدر  تلك المواقف المخزية ، وأن يفرح عديمي الشرف من موت الشرفاء.

ففاقد الشرف يتمنى أن يكون الناس على شاكلته حتى لا يعيب أحد على أحد ، ولا يتميز  أحد على الآخر .

ولهذا هو يبغض كل شريف حر ، ويكره كل وطني غيور على وطنه ، ويسخط على كل مخلص يناضل لانتزاع حريته ، وينزعج من كل ثائر يرخص حياته في سبيل طرد المستعمر عن بلاده ..

وكل ذلك السخط ، وكل تلك الدناءة مرجعها.... ثقافة العبودية التي رضعها من ثدي أسياده ، ومصدرها فكر الانحطاط الأخلافي الذي غُذِّي به ، ومنبعها سلوكه المنحرف الذي تتلمذ عليه .

فهؤلاء الناعقون ...
 لحوم أجسادهم نبتت من فضل أسيادهم ، وشحومهم التي اعتلت على لحومهم  هي من عطاء قادتهم ، وهم يتقلبون في ترف النعيم من جود موجهيهم......فأصحبوا عبيداً أذلاء يوجههم الكفيل متى شاء ، وكيفما شاء ، وحيثما يشاء .

إنهم  منزوعو الشرف ، مجردون من الوطنية ، منسلخون من قيم الأمة وأخلاقها ، لا يمتون إلى الإنسانية بصلة !!!

فلا غرابة بعد ذلك كله .... أن يقفوا في خندق أعداء الله ، وأن يشاركوهم نشوتهم  ، وأن يحزنوا لحزنهم ، وأن يفرحوا لفرحهم ، وأن يبادلوهم تهانيهم .
فتلك المواقف المخزية التي
 تصدر منهم ليس بمستغربة 

فهذه هي حقيقتهم ، وهذا هو الدور المناط بهم حسب التوجيه  ، وهذا هو واجبهم نحو أسيادهم ...وكل ذلك متوقع أن يصدر منهم .

هكذا شاءت أقدار الله أن تحصل مثل هذه الهزات الموجعة لقلوب الشرفاء....كي تتبين الصفوف ، ويتميز الناس ، وتتضح الصورة ، وتتكشف المواقف ، ويتعرى العبيد .

فيا هؤلاء..
متى كان الدافع عن الشرف منقصة ؟
ومتى كان استرخاص النفس في سبيل الحرية مجالاً  للتندر ، والسخرية ؟
ومتى كان قتال اليهود المغتصبين للمقدسات ، المنتهكين للمحرمات عيباً ؟

لا أعتقد أنَّ شخصاً لديه ذرة من ضمير ، أو مسحة من حياء ...أن يعيب على من يقاتل أعداء الله الذين لعنهم الله في كتابه !!!؟ 

كل الشرائع السماوية ، وكل التشريعات الأرضية....
 كفلت للإنسان أن يقاتل لأجل انتزاع حرية ، وأن يقدم كلما يملك في سبيل طرد المستعمر الذي احتل أرضه .

والأهم من كل ذلك ...
ما شأن العبيد أن  يتكلموا عن من استرخص نفسه ، وجاد بروحه ، وضحى بحياته ....لأجل حرية شعبه !!!؟؟

ذلك صقر حلق بروحه في السماء.....فسمت نفسه عن تفاهات الدنيا وقدمها ثمناً لحريته ...
 وأنت ، أنت أيها العبد الطائع لأعداد  الله .....دودة هزيلة تلهث عن الفتات المتساقط من موائد اللئام !!!؟؟

فكم هو شرفاً لك أبا إبراهيم أن ينتقص من حقك عديمو الشرف ، منزوعو الأخلاق !!

لقد سجل التأريخ أنه لا يخلد إلا العظماء ، ولا يوثَّق إلا بطولات الشجعان ، ولا يرقم إلا مآثر الكبار .

فانعقوا كما يحلو لكم ....فهذا شأن العبيد .
أما قافلة الأحرار فسوف تواصل مشوارها حتى نهايته .

فنم أيها البطل المغوار قرير العين ....فرجالك سوف يواصلون مشوارك حتى يتحرر الأقصى من دنس اليهود .

 نم ....
فلا نامت أعين الجبناء.