عن السلطنة الفضلية
بقلم : أبو زين ناصر الوليدي
كانت السلطنة الفضلية تمتد من ساحل عدن(العلم) غربا إلى منطقة (مقاطين) شرقا، ومقاطين جزيرة صخرية صغيرة تقع قرب مدينة أحور ، وبالضبط فإن الحد بين السلطنة الفضلية وسلطنة العوالق السفلى(باكازم) هي بئر المنجورة، حتى أنه كان يقال إذا سحبت الماء من البئر وأنت واقف من جهة الشرق فأنت تقوم في أرض باكازم وإذا سحبته من جهة الغرب فأنت في أراضي السلطنة الفضلية، هذا من جهة الساحل، أما من اتجاه البر الشرقي فإن الفضلي يصعد إلى منطقة (ماسب) وهي تبعد عن الساحل تقريبا سبعة عشر كيلو متر يسكنها اليوم أهل محول من المراقشة.
ولكن
ما هو وضع دثينة بالنسبة للسلطنة الفضلية دام هي تتمدد إلى محاذاة سلطنة العوالق السفلى في أرض باكازم؟ .
صاحب كتاب (القبائل العربية المحيطة بعدن) يضع بعض قبائل دثينة كالحسني والميسري ضمن عشائر الفضلي، لأنهم كانوا يهرعون للدفاع عن شقرة حين يهاجمها الإنجليز، وكذلك كانوا يشتركون مع السلطان في حملاته على الإنجليز في عدن، فظن أن السلطنة تمتد إلى دثينة.
هل كانت دثينة منذ مئات السنين من عمر السلطنة الفضلية تتبع الفضلي ؟
لا نستطيع الجزم بذلك نفيا أو إثباتا، وما وصل من الوثائق والتى يصل عمرها إلى بعد دخول الإنجليز إلى عدن يفيد أن دثينة كانت منطقة قبلية لا تخضع لسلطان ولكنها كثيرا ما تتحاكم إلى السلطان الفضلي في خلافاتها وتقاتل إلى جانبه في حروبه.
فلما جاء عام١٩٤١م سعى الضابطان السياسيان ( باشرحيل) و (عبد الله حسن جعفر)(١) إلى تشكيل وضع جديد في دثينة مع بروز فكرة الفيدرالية وقد بدأ هذا الوضع بتكوين (حكومة دثينة) ثم (جمهورية دثينة) ثم (ولاية دثينة) .
واستمر هذا الوضع حتى عام ١٩٦٧م حيث اجتاحت الجبهة القومية جميع السلطان والإمارات والولايات في الجنوب كلها مشكلة بذلك جمهورية اليمن الشعبية.
....................
١) عبدالله حسن جعفر من أصول إيرانية سكنوا عدن قبل دخول الإنجليز،وكانو يتكلمون الإنجليزية ويعلمونها أبناءهم.
أما باشراحيل فهو من ال باشراحيل كانوا تجار حضارم في عدن.
وكلاهما عملا مترجمين ثم رقوا إلي رتبة مساعد ضابط سياسي .