جنوبنا في خطر إذا فشلنا في التعلم من الماضي عقاب جماعي قاسي لا يرحم!

في عالم مليء بالوعود الزائفة والمفاوضات المستمرة التي لا تُفضي إلى شيء، يبدو أن جنوبنا العزيز يواجه خطرًا حقيقيًا. 

خطر ليس بسبب الأعداء المتربصين من الخارج فقط، بل بسبب اللامبالاة والإصرار على تكرار أخطاء الماضي كما لو أن الزمن قد توقف عند نقطةٍ معينة من اللامعقول.

يا للغرابة! 

كيف يمكننا أن نعيش في نفس المنطقة التي شهدت دروسًا قاسية من التاريخ، ثم نعيد ارتكاب نفس الأخطاء مرة تلو الأخرى؟ 

يبدو أن أحدًا لا يتعلم شيئًا... ومن هنا، لا أستطيع سوى التساؤل: 

هل نحن حقًا في خطر، أم أن خطرنا هو أننا لا نعي حجم الكارثة؟

التاريخ يعيد نفسه، لكن بألوان أكثر بشاعة!

جنوبنا، الذي لطالما كان رمزًا للثبات والقتال، يعاني الآن من ضياع الذاكرة السياسية. 
فهل نسينا المآسي التي مررنا بها نتيجة الاحتلال وتراكم الأخطاء وسوء الإدارة؟ 

وإذا كان البعض يظن أن الحياة لن تتكرر كما في الماضي، فإنه يجب أن يدرك أنه في بعض الأحيان، تعود الأمور بشكل أكثر قسوة. 
أعتقد أننا نعيش الآن في فقاعة مزيفة من الأمل، على أمل أن يحدث شيء ما ليغير الواقع، بينما الكارثة تقترب منا رويدًا رويدًا.

من يعيد صياغة الأمور في الجنوب اليوم، هم نفس أولئك الذين تعودوا على التعامل مع المواقف بنهج "المؤامرة الكبرى"، أو ما يعرف بـ "نظرية المؤامرة"...وكأن الحل يكمن في الخوف من الجميع، وتكبير الأمور حتى نضيع في وسط التفاصيل السخيفة، بدلاً من مواجهة الواقع بشجاعة. 
بدلًا من النهوض، نجد أنفسنا غارقين في بحر من العبارات الرنانة والوعود التي لا تُنفذ.

هل سقطنا في الفخ؟

الحقيقة المؤلمة أن الجنوب يقع الآن في فخ من صنع يديه... فكيف نقول إننا نريد فك الارتباط من شمال اليمن ، في حين أن القليل من الإرادة السياسية الحقيقية كان كفيلًا بأن يضعنا على الطريق الصحيح؟ 

بل نحن نراوح في مكاننا في انتظار "اللحظة المناسبة" التي لن تأتي أبدًا. 

والنتيجة؟ 

زيادة في معاناة المواطنين، انعدام الأفق، وتدهور مستمر في الحياة اليومية.

ما يحدث اليوم يشبه عقابًا جماعيًا...نعم، العقاب الذي لا يرحم...لكن لا أحد يلوح بأعلام التحذير... فالكل يتظاهر بأن الأمور "تمام" والمشاكل "قابلة للتجاوز"، بينما الواقع يشهد انهيارًا في كل زاوية من زوايا الجنوب، لا نراه إلا إذا كنا مستعدين لمواجهته بشجاعة.

الخلاصة: عقاب جماعي لا يرحم:

إنَّ ما نراه اليوم ليس سوى انعكاس لماضٍ لم نتعلم منه. 
وإن كان البعض يعتقد أن الجنوب في وضع آمن، فعليه أن يعيد التفكير في الأمر... لأنَّ من ينسى التاريخ، سيكتوي بنار المستقبل... فالموت السياسي لا يأتي دفعة واحدة، بل يتسلل ببطء، ويترك وراءه ضياعًا قد يكون أكبر من كل الحسابات.

من هذا المنطلق، نقول: "جنوبنا في خطر!"، وإذا فشلنا في التعلم من دروس الماضي، فإن العقاب الجماعي القاسي، الذي لا يرحم، سيكون حتمًا في انتظارنا.