نوفمبر المجيد .. بطولات بحروف من نور
بقلم / أ.د. الخضر ناصر لصور
رئيس جامعة عدن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
تمر علينا هذا العام الذكرى الـ 57 للاستقلال الوطني المجيد (30 من نوفمبر) الذي توج مرحلة من تاريخ الكفاح المسلح ضد المحتل البريطاني الذي سطر صفحاته المشرقة كل أبناء اليمن الذين تقاطروا من كل مناطق الوطن الكبير وبذلوا دمائهم وأرواحهم من أجل نيل الاستقلال وتخليص الوطن من براثن المستعمر البريطاني، استمر لأربع سنوات بدأت شرارتها في 14 أكتوبر 1963م إلى 30 نوفمبر 1967م قُدمت خلالها تضحيات عظيمة من الشهداء، وسطرت بطولات سجلها التاريخ بحروف من نور.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1967م، تكللت مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني، برحيل آخر جندي بريطاني من أرضنا الطيبة بعد احتلال دام 129 عاماً، وهذا الاستقلال جاء ليؤكد أن اليمن بقوة أبنائها الأحرار قادرة على مواجهة المعتدين والغزاة، والاستقلال جزءاً لا يتجزأ من كينونة الإنسان اليمني الذي لا يرضخ ولا يركع الا لله تعالى.. هذا الاستقلال بما يمثله من انتصار على أكبر قوة استعمارية آنذاك والتي كانت تسمى بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس، جاء كثمرة من ثمار النضال الوطني الذي ساهم في وجوده أبناء اليمن.
وبين الطلقة الأولى التي تفجرت شرارتها في 14 أكتوبر 1963م من قمم جبال ردفان على يد الشهيد المناضل راجح غالب لبوزة.. وبين يوم إعلان الاستقلال 30 نوفمبر 1967م مراحل نضالية في سفر التاريخ الثوري اليمني الذي نحتفي اليوم بذكراه السابعة والخمسين، حتى تظل نبراسًا يقتدي به كل الأجيال اليمنية في الحاضر والمستقبل.
وخلال أربع سنوات من الكفاح والتحرير قدم أبناء اليمن أعظم التضحيات في سبيل الخلاص من جحيم المستعمر البريطاني بمشاركة مختلف الأطياف والتوجهات والتكوينات تكللت في العام 1967م بإعلان استقلال جنوب اليمن آنذاك وتحرره بخروج آخر جندي بريطاني من مستعمرة عدن.
في هذه الذكرى نترحم على أرواح الشهداء من الرعيل الأول والذين قضوا نحبهم في مواجهة الاحتلال البريطاني، وسطروا تضحيات وبطولات أسطورية في المواجهة والفداء.