عيد ثورة لشعب يحتضر

اسؤ اليقين هو ان تتضارب الاحداث وتتناقض الامور فنصل إلى حقيقة واحدة هي أننا لم نعد نعلم اي طريقاً للحقيقة ..

لقد جاء نوفمبر ومعه حمله الثقيل من التناقضات ، فهو عيد الاستقلال فكيف نستقبله ونحتفي ونحن في اسؤ استغلال ، 

ذكرك تاريخ هذا الوطن يانوفمبر ، أن فيك كان النصر والجلاء ، فلاتنتظر منا أن نقول لك كما قال أسلافنا .. نوفمبـر اليــوم  جـانا  *  عــوّد لنا من جــديد
فيه استعـــدنا الكرامه * وأصبــــح الكـل سيْد

فهل تعلم لماذا ؟ لأننا لم نجد عشم أسلافنا حقاً
لن نهديك اي تهليلاً الا بحقه لذا نخجل أن نقول : 
الله الله على يوم النصر 
على شعبي البطل الجبار 

فشعبك المنصور ياشهر النضال كل يومٍ له حرب ، ولا ينتصر ، لايحارب لأجل الوطن ، ولا يريد الحرية ، فحربه حرباً من نوع اخر ، حرب ترهق الأنفس وتنحل الجسد لاقتل فيها ولا جلاء ، 

فعدوه الجديد كيس قمحاً وملحاً وزيت ، وعدته شيئ من دخلٍ يسير ، حرب لا ندري فيها نصر ولا هروب ولا هزيمة ، فالجميع ضحايا ، حين صار ميدانها الحاجة والهدنة سد رمق الجوع لساعات قليلة ثم يستأنف الحرب وهو آيل للتسول ..

نوفمبر اليوم جانا ، فهل يعلم أن الشعب لم يتبقى له من هذا الوطن إلا الهواء ، هل يعلم أن الراتب هو المصل الوحيد والاخير الذي يتوهم الشعب بأنه يتشافى به من وباء التسول ، لذا شارف نبض العفة أن ينخفض حين توقف صرفه ..
 
هل تستطيع أن تجيب يانوفمبر ، هل نحن أصحاب الاخدود ، ام نحن عجل السامري ، والأهم من هذا أننا لم نحرض على شرعية الملوك والأمراء .
كي نحترق بهذه النار التي لاتشتعل ولا تنطفى بينما صرنا فيها رماد ..
لو علمت حالنا يانوفمبر لما رضيت يومها أن تكون في عدد السنين والحساب ..

كل مافي الامر أننا أردنا أن نعيش بقدر الزاد المعتاد لا اكثر ولا يسير أردنا أن نعيش بكفنا العليا ، فخانتنا الطريقة حين اسلمنا عقولنا ، لقراصنة السياسة ، فرضينا أن نجحد بها في حين استيقنتها أنفسنا .

فرغم كل هذا نستبشر بإرادة الشعب من إتمام العناء ، فمابعد التمام الا النقصان ، وسيعود علينا يوم كثلاثين نوفمبر نستعيد فيه الكرامة ويكون فيه يقين أن الكل سيد ..

لذا ستضاف كل لحظة الم وتضور جوع واذالال شعب إلى قائمة القصاص ، الذي يرونه بعيداً ونراه قريبا ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ..

فلن تهزمنا خيبات الامل 
فقد سقونا السم في ماء الوضؤ ولازلنا نصلي ..

وستحل نفسها ياسيد ..!