الدجر الأسود جوهرة غذائية تستحق العودة

تعتبر بقلة الماش، أو ما يعرف محليا بالدجر الأسود، كنزا غذائيا غنيا بالتاريخ والتراث. لطالما كانت هذه النبتة جزءا من المطبخ اليمني، خاصة في منطقة دلتا أبين، حيث كانت تزرع بكثرة. ومع مرور الزمن، تراجعت زراعة هذه النبتة الثمينة، إلا أن قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية تجعلها تستحق العودة إلى الإكثار من زراعتها.

يعرف النبات علميا باسم (Vigna radiata) وينتمي إلى عائلة البقوليات، وهي نفس عائلة الفول والعدس والحمص المتميزة بغناها بالبروتينات والألياف الغذائية.
 
حبوب هذه النبتة مصدر ممتاز للبروتين النباتي، مما يجعلها بديلاً مثاليا للحوم والدواجن. وتساعد الألياف التي فيها على تحسين الهضم والشعور بالشبع. وتحتوي على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن. ولذلك هي تساعد على تقوية جهاز المناعة وتحسين الصحة العامة. وعلى خفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم وحماية القلب. وتحسن عملية الهضم وتقلل من الإصابة بالإمساك. وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول مما تساعد على خسارة الوزن. وهي غنية بالكالسيوم مما تعزز صحة العظام والأسنان.

وتدخل في العديد من الأطباق التقليدية حول العالم؛ وفي اليمن تطبخ مع زيت السمسم والأرز،  وشوربات، وأحيانًا تضاف إلى الخبز.

وتختلف تسمياتها في العالم العربي من دولة إلى أخرى، فبالإضافة إلى الدجر الأسود في اليمن، تعرف أيضا بأسماء كالمش في العديد من الدول العربية. والمج في بعض المناطق. إلا أن "اللوبياء الشعاعية" هو الاسم العلمي الشائع.

ولا بد من العودة إلى زراعتها لتعزيز الأمن الغذائي وتوفير مصدر غذائي مستدام. والمساهمة في تنويع المحاصيل الزراعية المستدامة. هذا فضلا عن توفيرها مصدر دخل مناسب للمزارعين.

والخلاصة أن الدجر الأسود يعد كنزا غذائيا وتراثيا يجب الحفاظ عليه وتطوير زراعته والاستفادة من قيمته الغذائية وفوائده الصحية، ويمكننا تحقيق العديد من الفوائد، ولا بد من العمل وتظافر الجهود لإعادة إحياء زراعة هذه النبتة الثمينة.
والله الموفق!
ودمتم سالمين!