من الحلم إلى الواقع .. هذه ما تعلمته من د. فيصل القاسم
في مقابلة تلفزيونية صادقة وشفافة، تحدث الإعلامي المرموق د. فيصل القاسم مذيع برنامج "الاتجاه المعاكس" في قناة الجزيرة عن رحلة كفاحه الطويلة، التي لا تخلو من التحديات والصعوبات. كلمات القاسم في برنامج "ضيف شعيب" كانت بمثابة دروس استراتيجية تحمل في طياتها رسائل قيمة عن الإصرار، الصبر، والتفاؤل. في هذا المقال، نغتنم الفرصة لاستعراض أهم ما تعلمناه من تجربة د. فيصل القاسم في الحياة.
1. الطريق الطويل يبدأ من الصفر
يبدأ د. فيصل القاسم حديثه عن سنواته الأولى التي عاشها في عائلة فقيرة، مشيراً إلى أنه عمل في العديد من المهن الشاقة مثل النجارة والحدادة، بل وحتى جمع القمامة. ورغم أن هذا الجزء من حياته قد يبدو محط سخرية للبعض، إلا أنه اختار أن يذكره بفخر. رسالته كانت واضحة: لا يعيب الإنسان العمل بأي مهنة شريفة، مهما كانت صعبة أو غير مألوفة. فالفرج قريب مهما كانت الظروف، ويمكن لأي إنسان أن يحقق النجاح إذا استمر في السعي وراء أهدافه.
2. العمل الجاد يفتح الأفق
أشار القاسم إلى الصعوبات التي واجهها في شبابه، حيث كان يبحث عن أي عمل يحقق له قوت يومه، ويجعله يشعر بالفخر أمام أسرته. رغم العوائق، لم ييأس وواصل مسيرته، متسلحاً بحلم واحد: أن يجد عملاً يرضي عائلته ويحقق له الاستقرار. في تلك الفترة، كانت محاولاته المتواصلة هي السبيل الوحيد لتحقيق أي تقدم. هذه التجربة تعلمنا أهمية المثابرة في مواجهة تحديات الحياة.
3. دور العائلة في تحفيز النجاح
ورغم كل الصعوبات التي مر بها، لم ينسَ د. فيصل القاسم فضل والدته عليه. في حديثه، ذكر كيف كانت أمه توفر له أجرة الباص لكي يتمكن من الذهاب إلى المدرسة. هذا الدعم من أفراد العائلة كان له دور كبير في توجيه القاسم نحو النجاح. تُظهر هذه الحكاية أهمية دعم العائلة للجيل الصاعد، فحتى أصغر المساعدات يمكن أن تكون حجر الزاوية في بناء مسار حياة ناجح.
4. التعليم لا يرتبط بالمال
لم يكن د. فيصل القاسم من الطلاب المتميزين في البداية، بل كان يعتبر في نظر أقرانه طالباً كسولاً، وواجه صعوبات كبيرة في دراسته، إذ كان يستعين بزملائه للحصول على الكتب الجامعية التي لم يكن بمقدوره شراءها. ومع ذلك، ورغم كل التحديات، تفوق في نهاية المطاف، وأصبح الأول على دفعته في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، ثم تخصص في الأدب الفرنسي. هذه القصة تثبت أن التفوق الأكاديمي لا يعتمد دائماً على المال أو الظروف، بل على الإرادة القوية والسعي المستمر للعلم.
5. دور المعلمين في صقل الشخصية
لم ينسَ القاسم دور المعلمين الذين أسهموا في تشكيل شخصيته التعليمية. على الرغم من كونه طالباً غير متميز في البداية، فإن الدعم والملاحظة المستمرة من قبل أساتذته، خاصة في مادتي الإنجليزية والعربية، كانت مفصلية في حياته. تُظهر هذه القصة أهمية التعليم وتأثير المعلمين في حياتنا، فهم الذين يبذرون بذور الإلهام في العقول التي قد تكون مغلقة في البداية.
6. تقبل النقد والتحديات
في حديثه عن بعض ضيوف برنامجه "الاتجاه المعاكس"، أشار القاسم إلى كيف كان بعض الضيوف يهدفون إلى إفشال الحلقة، لكنهم رغم ذلك أصبحوا شخصيات بارزة في بلدانهم. هذه التجربة علمته أنه لا يجب أن نتأثر بالنقد أو من يحاول عرقلتنا. بل بالعكس، يمكن أن يكون النقد دافعاً للنجاح، ويمكن أن تتحول التحديات إلى فرص.
7. الحلم بالتحول من المشاهد إلى المذيع
من اللحظة التي شاهد فيها د. فيصل القاسم التلفزيون لأول مرة، حلم بأن يكون جزءاً من هذا العالم. على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها، كان حلمه في أن يصبح مذيعاً هو ما دفعه للمثابرة والعمل الجاد. هذه القصة تعكس أهمية الحلم والطموح في حياة الإنسان، فالأحلام هي التي تقودنا إلى النجاح.
8. التفاؤل في وجه الصعاب
وفي ختام حديثه، وجه القاسم رسالة إلى الشباب قائلاً: "تفاؤلوا، فاليوم أنا مذيع تلفزيوني". هذه الجملة تحمل في طياتها الكثير من الأمل والتشجيع، فهي دعوة لكل شاب ليتعلم من تجربته، ويواصل السعي وراء أهدافه رغم التحديات.
9. التعليم الجامعي والدراسة في الخارج
من بين أهم المحطات التي مرت بحياة د. فيصل القاسم، هو عندما تم تعيينه معيداً في الجامعة بعد تخرجه، ليبدأ مرحلة جديدة من رحلته التعليمية. وعندما قرر متابعة دراسته العليا، سافر إلى بريطانيا ليدرس الدكتوراه في الأدب المسرحي البريطاني. هذا الانتقال من مرحلة الطالب إلى الأكاديمي ثم إلى المذيع يؤكد أن التعليم والعمل الجاد لا ينتهيان عند نقطة معينة، بل يستمران في فتح آفاق جديدة للإنسان. القاسم لم يكتفِ بما حققه محلياً، بل قرر أن يدرس في الخارج ليغني معرفته ويسهم بشكل أكبر في تطوير نفسه ومجتمعه.
الخلاصة
ما تعلمناه من د. فيصل القاسم هو أن الحياة لا تأتي بسهولة، وأنه مهما كانت البداية صعبة، فإن الإرادة الصلبة والعمل الجاد يمكن أن يفتحوا لنا أبواب النجاح. إذا تبنينا قيم الصبر والمثابرة، وأخذنا من كل تجربة درساً، فإن الفرج حتماً سيأتي.