*السفينة*

بعض المجانين على السفينة، في منتصف الليل دون معرفة أحد ، وكان يظن أغلب الركاب بأنهم قادة السفينة ، حينما يرونهم يطلّون برؤوسهم من غرفة القيادة .

تحركت السفينة، وكان الركاب بحالة مستقرة؛ لأنهم لايعلمون بمن يتحكم بالقيادة.

وأبحرت السفينة نحو المجهول، وهي تسير بهم، سمع المسافرون،

شجار حاد بين القيادة، فكانت المشاجرات، ترعب الركاب إلى جانب الأمواج الهائجة ... 

امتلأت السفينة بالصراخ

وانتشر الذعر والخوف بين.

 كل الركاب حتى خرج قائد السفينة، أيقن الركاب ، إن النجاة مستحيلة، حينما عرفوا أنه المعتوه في الشوارع، ومن خلفه المجانين... 

أيقن الجميع أنهم في خطر وأن فرصة النجاة تحتاج إلى 

معجزة من الله، لم يتمالك ألكثير أعصابه، فأخذ البعض يصرخ، ماذا نعمل ؟!

كان جميع الركاب في حالة مزرية، لكن كان هؤلاء المجانين 

كعادتهم جالسين هادئين، 

فزداد الخوف من اللامبالاة بالسفينة ومن عليها.

يشربون الخمر ويأكلون اللحم المفروم والسمك والبيض والدجاج ، والفواكة المنوعة والمجففة والمكسرات.

ولديهم حمامات سباحة، وغرف بها خدمات عصرية تناسب جميع الاذواق! 

نظر الجميع إليهم، وهم ببحبوحة من النعيم ، دون أن تتحرك شعرة واحدة منهم نحو ما يعانيه الركاب من الخوف من المصير المجهول، والحالة المزرية التي يعيشونها، طول الليل انطفاء جميع المصابيح ماعدا غرفة القيادة، انقطع التيار الكهربائي عن الجميع, انقطع الماء، فاضت مياه الصرف الصحي...

خرج أحد المجانين، بعد سماع أصوات الركاب، فلم يحسن مخاطبتهم، ولم يفهم الجميع مايقول!

بعدها أخرج مسدسه ووجه نحو الجميع!

قال بلهجة خالية من العلم والمعرفة والثقافة والمعلومات وبصوت حاد: أذهبوا من هنا...

نظر الجميع إليه بصمت وهم يقولون في أنفسهم: إلى أين نذهب في ظلمات الليل؟ هل تريد القيادة إغراقنا فوق مانحن فيه؟

نعم، إلى أين نذهب ؟!

علينا بالصمت نحوا هؤلاء المجانين!

يقولون ذلك وهم يعلمون من تبعات المجانين التي لايحمد عقباها.

  فعندما يقع السلاح والقيادة بمن لا عقل لهم، فلا يمكننا مطالبتهم بحقوقنا؛ لأنهم لايعلمون بشيء.!

فاصبحت الأمواج والكوارث الطبيعية مع كوارث المجانين .

صور مرعبة، وهذا يقع حينما تفقد السفينة، ربانها الذي بوجوده يقود السفينة عن دراية ومعرفة، وتستقر بعدها حالة الركاب وتطمئن نفوسهم، ويبتعد الخوف عندما يكون هو في القيادة والمسيطر على كل الأمور !