عدن وأبين ...وباء الكوليرا يفتك بالأرواح ويجب اتخاذ التدابير اللازمة؟؟!!

بقلم / عفاف سالم 

صرنا مؤخراً نسمع عن إصابة حالات ووفيات بوباء الكوليرا بمحافظة أبين وتحديدا بخنفر ولا يستبعد أن تكون هناك حالات أخرى قد رصدت في مديريات اخرى والعدوى مازالت نسبية بينما الاحصائيات متضاربة

ومما لا شك فيه ان الوباء الفتاك قد يجتاح المحافظات المجاورة بعنف في حال توفر البيئة المناسبة لانتشاره حيث من السهل جداً انتقاله في حال عدم الجدية في محاصرته واتخاذ التدابير اللازمة وايضا جراء عمليات التنقل المستمرة من وإلى المديريات او المحافظات المجاورة 

العجيب والغريب والمريب هو جعل المحجر الصحي بالكود التي تعد المدخل لزنجبار وبعض مديريات خنفر التي باتت موبؤة 

قبل أسابيع كثيرة أصابني الذهول حينما قيل أنه تم استقدام حالات من شقرة إلى الكود والاتفاق على جعل المحجر بالكود الأمر مثير الغرابة وقلت في نفسي الجماعة ادرى بواجبهم رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن دخول أو خروج أهالي المنطقة الموبؤة فما بالكم بالمرضى ونقلهم إلى أماكن سليمة 

لقد نهى رسولنا الكريم عن الخروج من الأرض التي وقع بها الطاعون أو الدخول فيها كي لا يتم التعرض للبلاء وحتى يمكن حصر المرض في دائرة محددة، .

وعن أسامة بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال: «بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها» 

قال عبد الرحمن بن عوف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» قال فحمد اللهَ عمرُ ثم انصرف

بالمناسبة كيف يتم وضع محجر في موقع استراتيجي يطل على الطريق المؤدية من والى عدن فضلا عن مديريات فتك فيها الوباء ببشر كثير

قبل يومين كنت بالباص المتجه إلى  خنفر وبجانبي امرأة قالت خرجوا من حصن عطية خمس جنائز قلت لها هذه اشاعات نظرت إلي وهي حانقة وقالت بنت وطفل وشيبة وناس نعرفهم تقولي إشاعة وقالت الناس تشرب لها العثرب والاعشاب ماشي علاجات وأخرى قالت مشفى ابدا حتى المطرش والدرب نشتريهم حاولت التهدئة واعطيتها وصفة للاسهالات المائية وقلت لها مسحوق الرمان يقطع الاسهال بس لا بد من تحليه بعده لانه مهبط ونزلت المرأة قبل أن تتم الحديث الذي كانت قد بدأته عند مشاهدتها للسيارة المحملة بالشري وهي تهم بالمغادرة إلى عدن فالمرأة صارت تتخوف حتى من الفواكه الغير مكشوفة للذباب والحشرات

والذباب لا يقل خطورة في نقل الاوبئة الفتاكة والقاتلة ومنها الكوليرا التي باتت خطورتها على الابواب إن لم تعمل الوزارت المعنية بالاسباب التي تحد من خطورتها وتكبح جماحها.

الذباب اس المصائب أضف اليه العوامل المساعدة كمياه الصرف الصحي التي قد تطفح بين الازقة والشوارع والطرقات وكذا اكوام القمامة المتكدسة والتي توفر البيئة المناسبة لتكاثر الحشرات . .

وغير  خاف على أحد مخاطر البعوض المسببة لانتشار حمى الضنك .وكم من الضحايا قضوا بسببها

وهنا يتوجب على وزارتي الصحه والمياة والصرف الصحي تحمل المسؤولية تجاه العباد قبل وقوع الفأس في الرأس .

والامر في غاية السهولة إن تضافرت الجهود للنظافة بشفط مياه الصرف الصحي اينما زجدت ورفع أكوام القمامة المتكدسة هنا أو هناك فضلاً عن الرش الضبابي بالمبيدات الحشرية اللازمة  للحد من تكاثر الحشرات وتقديم التوعية اللازمة للمواطنين عبر منابر المساجد والإعلام وليس عبر جروبات تتسلى وتنال المخصصات

يجب التوعية بكيفية الوقاية وتوفير المستلزمات الطبية الضرورية والعمل الجاد للحد من انتشار الوباء ومحاصرته في مهده.

ما رأي كل المعنيين في الوزارات المختصة هل سيتم التفاعل والعمل الجاد أم إنهم سيكتفون بموقع المتفرج ومن ثم  سنسمع عن مناشدات وتصريحات ، ودعوات واستغاثات ومن ثم سيأتي التبرير بإن الأمر قد غدا خارج نطاق السيطرة لا سمح الله؟؟!!

التوعية الصحية وتفعيل الإرشاد الديني وتحمل المسؤولية الوطنية تجاه العباد باتت ضرورة ملحة قبل تفشي الوباء واتخاذ الإجراءات اللازمة ليست مكلفة ووضع المحاجر في أماكن مناسبة وليست في أماكن مطلة على تنقلات العباد

وللحديث تتمة وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين 

عفاف سالم