لماذا تمنعون الديمقراطية عن العرب؟

لقد انطلقت شرارة التغيير من تونس الحبيبة في عام 2011 ، واستجابت الشعوب العربية جمعاء لتلك الشرارة ، لعلها تحمل من الغيث مايروي عطش الشعوب ، ويشبع جوعها ؛ المتمثل في كسرة خبز من طعام الحرية ، أو جرعة مشروب من رحيق العدل والمساواة ، أو قرص دواء يشفيهم من أمراض الذل والهوان ...

غير أن طواغيت الظلم والجور والقهر تداعت من الخارج والداخل ، وشوهت ذلك الأمل قبل أن يولد ، مع أن الشعوب قد تلتقي معهم في بعض الأمور ؛ إذ لم يكن المولود سويا - فيما يبدو - بحجم فرحة الشعوب ، ولكن كان بإمكاننا أن نحافظ على تلك الخصوبة العالية ، الأمر الذي سيأتي - حتما - بمولود آخر ، يساوي فرحة الشعوب ، ويلبي طموحها ، إلا أن تلك الأيادي العابثة عملت على قتل المولود في مهده ، ودمرت مقدرات الإخصاب تماما حتى تقتل الأمل كله لدى الشعوب بمعاودة التفكير في الإنجاب مرة أخرى ...

وهاهم اليوم أعداء الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة يستنسخون طفلا آخر معتوه الفكر والتكوين ، مشوه الخلقة والخليقة ، بل ربما أشبه كثيرا طفلهم المستنسخ تلك القردة التي استنسخها الله من بني إسرائيل ، مع كثرة مادهنوه به من معجنات التجميل ، ومالمعوه به من مساحيق التزيين . وبناء على ماتقدم نقول لهم كفى عبثا بعقول البسطاء والمغفلين والأغبياء والرخاص وضعاف النفوس من أبناء هذه الأمة ...
 
أم تريدون أيها الطغاة العابثون أن تقولوا لنا إن الإنسان أصله قردا ؛ إذ بدأ السير على أربع ، ثم تطور حتى أصبح على هيئته الحالية ، لعلنا نستذكر نظرية داروين التي درستمونا إياها زورا وبهتانا عقودا من الزمن . وكأن هذه الأمة قد حجب عنها العلم والفهم والإدراك كما منعت عنها الديمقراطية إلى أبد الآبدين .