من مشاكل المياه في محافظة أبين من وجهة نظر بيئية
تعاني محافظة أبين في اليمن من مشاكل بيئية كبيرة تتعلق بالموارد المائية، كالإسراف في استهلاك المياه، الري الجائر، مياه الصرف الصحي المستخدمة في الزراعة، وتلوث المياه الجوفية بالأسمدة والمبيدات. هذه المشاكل تؤثر بشكل سلبي على الموارد المائية، الصحة العامة، والبيئة...
يؤدي الإسراف في استهلاك المياه في المنازل إلى نضوب المياه الجوفية، ويزيد الضغط على شبكات المياه، مما يسبب انقطاع المياه في بعض المناطق. وهذا يعني أنه لا بد من ترشيد استهلاك المياه عبر حملات توعية، واعتماد تسعيرة وحدات الاستهلاك بحسب العداد لا السعر الموحد الذي ساوى بين المواطنين؛ ولكنه لم يحقق العدل، فهناك من يستهلك قليلا جدا ويدفع نفس الثمن الذي يدفعه من يستهلك أكثر وهذا هو عين الظلم.
ولا ننسَ هنا حجم المياه الكبيرة التي تستهلك في المساجد، وأغلبها يمكن التفكير في جمعها في شبكة مياه خاصة وموحدة لتصرف إلى الأراضي الزراعية القريبة بهدف الري بها.
والري الجائر في المزارع جاء نتيجة استخدام الطاقة الشمسية وهي طاقة نظيفة؛ لكنها أدت إلى إهدار المياه وتملح التربة، مما يقلل من خصوبة الأرض.
وهنا لا بد من استخدام تقنيات الري الحديثة كالري بالتنقيط والري بالرش.
ولا بد من التوعية الزراعية حول أهمية الري المتوازن. والتوعية باستخدام تقنيات تخفف من تبخر الماء كتقنة محميات الشاش الزراعي وتقنية الملش لالزراعي...
وأما استخدام مياه الصرف الصحي في الري فقد يتسبب في تلوث المحاصيل بالمواد السامة والمسببة للأمراض، مما يؤثر على الصحة العامة.
وهنا لا بد من سعي السلطة المحلية إلى خطة استراتيجية تهدف إلى معالجة مياه الصرف الصحي قبل استخدامها في الزراعة.
وأما صرف مياه الصرف الصحي إلى الأرض (البيارات)؛ فإنه يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية وتدهور البيئة.
وهنا لا بد من تحسين أنظمة الصرف الصحي لتجنب التسرب إلى الأرض، وتوعية المواطنين وتدريبهم على تقنيات تدوير مياه الصرف الصحي في إنتاج البيوجاز كبديل للطبخ عن الغاز المنزلي وإنتاج السماد وذلك عامل مساعد للتخفيف من النفقات وقد يشكل مصدر دخل إضافي للأسر.
وأما تلوث المياه الجوفية بالأسمدة والمبيدات؛ فقد أدى إلى تلوث المياه الجوفية بالمواد الكيميائية يؤثر على صحة الإنسان والحيوان، ويضر بالتربة.
وهنا لا بد من تقليل استخدام المبيدات الكيميائية لصالح المبيدات العضوية. وتشجيع الزراعة المستدامة و استخدام الأسمدة العضوية التي يستطيع المزارع إنتاجها بسهولة من مخلفات مزرعته وحيواناته الداجنة.
ختاما تحتاج محافظة أبين إلى حلول بيئية مستدامة لمعالجة مشاكل المياه. يشمل ذلك ترشيد استهلاك المياه، تحسين تقنيات الري، معالجة مياه الصرف الصحي، و الزراعة المستدامة. وبتنفيذ هذه الحلول، يمكن حماية الموارد المائية وتحسين البيئة.
والله أعلم بالصواب والموفق إليه!
ودمتم ودامت بيئتنا بالسلامة!