حكومة المفلسين
بقلم / عبدالله الضب
عقد من الزمن منذُ إندلاع ثورة التغيير وما لحق بها من إنقلاب أبيض ثم تبعه نشوب حرب عبثية أدت إلى تدمير كل مقومات الحياة للإنسان اليمني الذي أضحى ضحية لتلك التداعيات حتى دفع فاتورة تلو الأخرى من مدخراته لأجل البقاء والصمود طيل تلك الحقبة السيئة والمشؤومة ،
رافقت ذلك تدخلات أقليمية ودولية كانت هي بمثابة حمل ثقيل ساهم في تفشي كل عوامل الفشل غير آهب هذا التدخل بالإنعكاسات السلبية على حياة المواطن،
حيث أن تلك التدخلات لم تعمل على رسم خارطة تكمن في طياتها معالجات سياسية واقتصادية ناجحة ولو على المدى البعيد فكل المؤشرات لم توحي بأسباب النجاح رغم مرور فترة ليست بالقصيرة بل أن النتائج أظهرت ذلك الإفلاس.
على ذلك الصعيد تم تعاقب حكومات متتالية أشتهرت بالإفلاس بكل أنواعه وأشكاله من قبل حكومات المفلسين العاجزين التائهين في دوائر الفساد بل ان أبرز سماتها هي الفساد المستشري في كل مفاصلها وكشفت عوراتها لكل مواطن يمني ناهيك عن تنوع طبقاتهم المثقفة والعامية.
هناك سبب رئيسي يتوافق عليه عامة المجتمع اليمني
وهو الأختيار السيئ المتعمد والممنهج في تعيين نخبة من المفلسين لتولي قيادة السلطة لأسباب مضحكة وهي التمرير للمشاريع العبثية في اليمن من خلال أولئٰك المفلسين الذي مكنوهم في مايصبوا إليه ،
بقاء الوطن متشرذم إنقسامات داخلية شحن الإطراف فيما بينهم تعطيل للمشاريع المستداهمة الهامة في إنعاش الأقتصاد المحلي
الأعتماد على ما يمنحهم الخارج مقابل إشراف الخارج والأقليم على ثروات الخام المحلي بقاء الوطن مفلس مثلما هم مفلسين
فكرياً وعلمياً واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وغيرها من العوامل.
حكومات المفلسين المتعاقبة عاجزة عن أبسط الحقوق والواجبات إفلاس تام وشامل لعجلة التنمية بل أن ذلك الإفلاس شمل حتى دفع مرتبات موظفي الدولة
حتى أصبح الراتب إنجاز لتلك الحكومات وكأنها أتت بالجديد الذي لم سبقها له أحد.
ماهو دور المواطن اليمني بنظرك عزيزي القارئ هل سيستمر بدفع فواتير باهظة الثمن لتغطية إفلاس حكومته العاجزة أم أنه قد بلغ الحد من الصبر وآن الأوان أن يجمع طاقاته لوقف تلك المهزلة ورسم خارطة طريقه المستقبلي لإنقاذ ما تبقى لإنقاذه.