انسحاب القوات الإسرائيلية بعد أكثر من 450 يومًا من العدوان على غزة يوم فرح وصمود
الحمد لله الذي ينصر عباده المؤمنين، ويهزم الظالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد، الذي علّمنا الصبر في المحن والثبات في وجه الطغيان.
في يوم عظيم من أيام الله، شهدت غزة الحبيبة لحظة من لحظات الانتصار التاريخي، حيث اضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب بعد أكثر من 450 يومًا من عدوانٍ وحشي على هذه الأرض المباركة. لقد تجلّى في هذا اليوم مشهدٌ يُعبّر عن عظمة الصمود، وثبات أصحاب الحق أمام آلة الحرب التي لم تستطع كسر إرادة شعب اختار أن يقاوم بشجاعة ويؤمن بعدالة قضيته.
قصة أمة لا تُقهرطوال فترة العدوان، أثبت أهل غزة للعالم أنهم قادرون على تحمل أقسى الظروف، وأن إرادتهم أقوى من كل محاولات القهر. تعرضت غزة لعدوان شامل استهدف الأرض والإنسان، لكن الشعب الفلسطيني كان على الموعد مع الصمود، مؤمنين بقول الله تعالى:
{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
لقد كان انسحاب الاحتلال الإسرائيلي بعد هذه المدة الطويلة دليلًا على أن الظلم لا يدوم، وأن المقاومة الحقّة تُثمر ولو بعد حين.
دعوة للتفاؤل بتحقيق النصر في كل الميادين
كما أفرح الله قلوب أهل غزة بهذا اليوم العظيم، نسأله سبحانه أن يفرحنا جميعًا بزوال الظلم عن كل بلاد المسلمين، وخاصة في اليمن الحبيب.
اللهم كما أفرحت أهل غزة بهذا النصر، أفرحنا بهلاك ميليشيا الحوثي، التي أفسدت في الأرض وأهلكت العباد. اللهم اجعل يوم هلاكهم قريبًا، واجعلنا نرى فيهم عجائب قدرتك كما رأيناها اليوم في هزيمة الاحتلال الإسرائيلي على أرض غزة المباركة.
إلى أهلنا في غزة، أنتم رمز الصمود والعزة، أنتم من يحيي فينا الأمل بأن النصر قادم لا محالة. لقد وقفتم وقفة الأبطال، وضربتم أروع الأمثلة في التضحية والكرامة. نسأل الله أن يبارك فيكم ويحفظكم من كل سوء.
نسأل الله عز وجل أن يثبت أقدام أهل الحق، وأن يجعل أيام الفرح والانتصار عامرة في أمتنا الإسلامية. اللهم كما أفرحت قلوبنا بانسحاب المحتل من غزة، أفرح قلوبنا بزوال كل طغيان وظلم من أرض المسلمين،
اللهم إنا نستودعك أهل غزة وأرضها، ونسألك نصرة الحق وأهله في كل مكان.
والحمد لله رب العالمين.