النصر صبر واستعانة وتوكل 

أن ابعدتنا الظروف عما نريد ، فهذا لا يعني أننا اقتنعنا أو سلمنا لما تريد ، ولكنا نتوسم من الكمال النقصان الذي نريده ..

فالاستدراج والتماشي مع معطيات الواقع قد تكون أكثر جسارة ، من المقاومة الذي يليها سقوط ، كما لا تنحني للريح إلا السنابل المحملة ..

رغم أننا كالواقعون بين المطرقة والسندان ، وكلاهما الم ، فهذا يخيل للضاربون على مساحات عجزنا أنها النهاية ، ومن يعلم حقيقة النهاية سيعلم إنها لا تأتي إلا لتودع عصر الهشاشة والخور . وهو الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة . 

فهي تدابير السماء يختصها الله فقط ، فلا تخضع لحسابات وقوانين البشر ..

لذا نراها بعين الطموح ولادة واقع جديد يناقض اجبارية الصمت ، بصدوع الحق من جنبات المبادئ ، لتشيد صروح القيم ..

فلا يلهينكم طول الامل ، فنحن لسنا جميعا كما تعرفون من قليلي الهمم ، شريهي التخاذل ، عديمي الذمم ، فنحن قوم احبهم الله ويحبونه ، وحقاً يقين ، سيجعل الله من بعد عسراً يسرا ..

لذا فنحن على ثقة ، ان الذي جعل يومنا يبدأ بالظلام ، جعل من وحشته سباتا ، ليتجلى الفجر باذنه دونما نعلم ، لذا فنحن حينها نستانس ونطمئن لغياب الشمس .. 

وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيرا 

فلا يغتر المترفون ، وان كان للحق سوراً شائك ، فهو ليس قبحا فيه أو نقص ، حين لا يسقط الحق بالتقادم ، ولا يهمه حيان الحدث ، ولكن يعد اختباراً للرجال ..

فليحذر المارون على تجاعيد الجراح ، المازحون في عزاء الانتصار ، الصامتون رغم صرخة الكلمة .. انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ، وتلك الايام نداولها بين الناس ..

وسيعلم الذين ظُلموا أي منقلب ينقلبون ..

فحينها ستُحل ياسيد ..!!