المعركة هنا ليست حقوقية قدر ماهي معركة وطنية.
انتظام العملية التعليمية أمر مهم ومسؤولية أخلاقية أمام الضمائر الحية ومعالجة مطالب المعلمين ضرورة وطنية وواجب إنساني بعيدا عن التشنجات والمزايدات واستخدام الحقوق كمقص انتهازي وأسلوب لي ذراع لتحقيق مكاسب غير وطنية المستفيد الوحيد منها مليشيا إيران الحوثية.
تجهيل الأجيال سياسة إمامية وهدف من أهداف مليشيا النظام الإيراني الحوثي، فلماذا يسمح المعلمون بأن تستغل هذه العصابة القذرة والمتخادمين معها حقوقهم كباب للتكسب وكمادة مخدر يدغدغون بها عواطفهم ويميعون بها قانونية مطالبهم؟؟.
حقوق المعلم أرقى وأسمى من أن تستغلها مليشيا النظام الإيراني الصفوي كما استغلت الجرعة وغزت اليمن على حين غرة عندما تلاعبت بالوعي الجمعي وبعقول الناس بإسم إسقاط الجرعة وبيت الأحمر والفرقة ولم تسقط الجرعة ولا بيت الأحمر ، إنما سقطت الدولة والجمهورية والجرعة تضاعفت إلى عشرات الجرع وانتشر الحزن والبؤس والفقر في كل بيت من بيوت اليمن وما يعانيه المعلم والمواطن والطالب اليوم نتاج الخديعة والكارثة الحوثية.
صحيح أن المعلم موجوع جيعان مهدد في مسكنه وتعليم أولاده وصحيح أنه فقير ومطحون وصحيح انه بلا علاوات ولا تسويات ولا زيادة راتب يتناسب وغلاء المعيشة وصحيح وصحيح ، لكن كل هذا سببه مليشيا الإرهاب الحوثية التي نهبت ودمرت وسرقت كل ثروات البلد ونشرت الفساد في البر والبحر ولا تزال.
الوضع المعيشي الصعب لا يعانيه المعلم بمفرده إنما عموم الشعب يعاني وبات الجميع طبقة مطحونة.
وحين يتم الإضراب وتتوقف العملية التعليمية في ظل وضع اقتصادي متأزم وإيرادات متوقفة نعلم جميعا أن تلبية مطالب شريحة المعلمين وغيرهم في شبه المستحيل نظرا للوضع العام للدولة فإننا نقود أنفسنا نحو محرقة خطيرة تحقق أهداف عصابة إيران الحوثية.
المعركة هنا ليست حقوقية قدر ماهي معركة وطنية بامتياز يشارك فيها كل أحرار وشرفاء الوطن كل في مجالة الجندي المعلم الإقتصادي المواطن المسؤول المؤجر العامل الفلاح في تناسق وطني من أجل الإنتصار على هذه الجرثومة الخبيثة وأبواقها الذين يريدون إعادتنا إلى القرون الوسطى المظلمة.
الجميع شعر الآن بأهمية ودور المعلم وبتأثيرات غيابه عن أداء واجبه وتأثر الطالب والطالبة وكيف تحول الأمر إلى كابوس يؤرق هم الجميع كأولياء أمور طلاب وطالبات بتوقف أبنائهم عن التعلم بعد أن أضرب هذا المعلم بسبب وضعه المعيشي المزري.
وهنا إذا أردنا أن يستمر أبناؤنا في تلقي التعليم على المجتمع أن يشعر هذا المعلم بنوع من التقدير والتعاون صاحب العقار وصاحب البقالة وصاحب الباص وصاحب الصيدلية وصاحب البسطة كل في مجالة كنوع من المساهمة في هذه المعركة الوطنية التي يخوضها الجميع ونجعل المعلم يعود لأداء رسالته.
نثق أن شريحة المعلمين سيحكمون ضمائرهم وسيغلبون المصلحة الوطنية ولن يسمحوا لمليشيا النظام الإيراني وأعداء التعليم بتحقيق أهدافهم وسيعودون لأداء رسالتهم في استكمال ما تبقى من العام الدراسي.
وعلى المجتمع مجالس الأباء والنخب وأباء الطلاب الوقوف الى جانب هذا المعلم ولو بدفع مبالغ رمزية على الطالب والطالبة بنظر مجالس الأباء تصرف كمواصلات للبعيدين عن مدارسهم لتتكامل عوامل الإنتصار في هذه المعركة الوطنية وإفشال مخططات الأعداء.