القبيلة أخلاق وقيم وليست شطحات قتل وظلم

بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم :((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))

كانت القبيلة قبل الإسلام تحكمها اعراف وقيم وفيها النخوة والمروءة فتنصر المظلوم وتكرم الضيف فجاء الدين الإسلامي ليتمم تلك القيم والأخلاق العربية النيلة ويأد العادات الجاهلية التي تفعلها وترتكبها القبيلة ليجب الإسلام ما قبله ويبين ان الله جعل الناس شعوباً وقبائل للتعارف وليس لحمية الجاهلية وان اكرمهم عند الله أتقاهم 

اليوم ونحن في مطلع الألفية الثالثة ومع كل هذا التطور والتحضر الذي يشهده العالم لا زالت القبيلة في الكثير من انحاء وطننا الحبيب تتشبث بالعادات الجاهلية التي وأدها الإسلام من قتل وثأرات للابرياء والنفس التي حرم الله قتلها وسفك دمها وكأن من يفعل ذلك بحمية القبيلة لم تردعه تعاليم ديننا الإسلامي وتزجره وان هدم الكعبة والتي هي قبلة وقدسة المسلمين أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم

اي دين يدينه هؤلاء المتدثرون بلباس القبيلة وهم يزهقون أنفساً حرم الله قتلها ويرتكبون جرم عقوبة صاحبه عند الله انه خالد مخلد في النار 

بدعوى الثأرات القبيلة مئات الانفس والأرواح تزهق دون أن تعلم لأي ذنب قتلت وسفكت دماءها 

اسر تشرد واطفال تيتم وبيوت تخرب وتهدم بدعوى الثأرات القبلية التي ما انزل الله بها من سلطان 

أناس يقتلون لمجرد انهم يحملون اسم قبيلة وليس لهم وزر إلا انهم يحملون ذلك الاسم

صار مفهوم القبيلة اليوم لدى الكثير من القبائل ان يدجج القبيلي بالأسحلة ويحملها على ظهره ويشطح بها في الاسواق ومع ابسط جدال اونزاع من شخص آخر يمتشط القبيلي سلاحه ليقتل من يجادله لأتفه الاسباب دون حرمة للاسواق ومرتاديها وساكنيها من الأنام  

بلغ الامر اليوم ان تنتهك المستشفيات والمدارس والمرافق الحكومية وتطلق القبيلة العنان لأفرادها ليمارسوا القتل بدعوى الثار دون مراعاة لحرمة تلك المرافق والمتواجدين فيها من المرضى والطلاب والعمال في ظل غياب الجهات الامنية التي لا تمارس سلطاتها ضد عادات الجاهلية القبلية

ليس من قيم ومروءة واعراف واسلاف القبيلة ان ينتهك القبيلي الأعراض والحرمات ويحرق البيوت ويرهب النساء والاطفال ويشردهم فهذا عيب اسود في شرع وعرف القبيلة إن كان مشايخ وعقال القبائل وافرادها يفقهون ذلك فالمشيخة والمعقلة ليست مجرد ذبح وقدح وولائم

هي دعوة لمشايخ القبائل وعقالها في كل ارجاء الوطن إن كان فيهم ضمير إنساني وأخلاقي وديني لعقد لقاء موسع كل في مديريته ومحافظته لوضع صلح قبلي بين كل القبائل لمدة زمنية محددة وتشكيل لجان قبلية مشهود لها لحل النزعات والخلافات والثأرات وإنهائها بين مختلف القبائل وفق الشرع والقانون  

كما هي رسالة إلى الجهات والمؤسسات الامنيةوالعسكرية بمختلف تشكشلاتها إلى القيام بدورها المناط بها في ضبط واستتباب الامن وتطبيق النظام والقانون على كل من يخل ويزعزع امن وطمانينة المواطنين والا تكون هناك انتقائية في تطبيق النظام والقانون ضد البسطاء والضعفاء من المواطنين بينما يترك الحبل على القارب لمن يحتمي بالقبيلة ليمارس القتل والإرجاف والإرهاب للناس في المدن والأسواق دون ان تحرك تلك الجهات ساكناً

فإنما أهلك من قبلكم من الأمم انهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضيف اقاموا عليه الحد