رسالة إلى القادة.. الجرحى وأسر الشهداء ينتظرون... والتاريخ لا يرحم
إلى القادة في المجلس الانتقالي الجنوبي، إن الواقع الذي نعيشه اليوم لا يمكن وصفه إلا بالمأساة الممزوجة بالهزل.
الجرحى الذين سالت دماؤهم لأجل الجنوب، وأسر الشهداء الذين دفنوا أحباءهم واحتسبوهم عند الله، ينتظرون منكم التكريم والعلاج، ولكن يبدو أن الانتظار قد أصبح جزءًا من معاناتهم اليومية.
دعونا نبدأ بالسؤال البسيط: أين أنتم من هؤلاء؟
هل ترونهم؟
هل تسمعون أنينهم؟
أم أنكم مشغولون بترتيب كراسي السلطة والظهور في المؤتمرات والخطب الرنانة؟
لأن الحقيقة المؤلمة هي أن الجرحى وأسر الشهداء لا يحتاجون إلى خطب، بل يحتاجون إلى أفعال٬ يحتاجون إلى تكريم حقيقي، وإلى علاج لا يتأخر، وإلى احترام لا ينقطع.
أما المرتبات، فهذا موضوع آخر يجب أن نتحدث عنه بصراحة٬ المساس بمرتبات الجرحى وأسر الشهداء ليس فقط تصرفًا غير أخلاقي، بل هو جريمة في حق من ضحوا بكل شيء.
هل يُعقل أن من فقدوا أعزاءهم وقدموا دماءهم يُكافَؤون بالتجاهل أو التقشف؟
أليس هذا تلاعبًا بكرامتهم وكرامة نضالهم؟
التاريخ يا سادة لا يرحم، ولن يغفر لمن خذل هؤلاء٬ لن يغفر لمن ترك الجرحى يعانون، ولمن تجاهل نداءات الأسر التي فقدت أبناءها.
التاريخ سيكتب عن خذلانكم، عن عجزكم، وعن أولوياتكم التي انحرفت عن مسارها.
ولن تُمحى هذه الصفحات، مهما حاولتم تلميع الصورة بخطاباتكم.
لذا، قبل أن يُحاكمكم التاريخ، وقبل أن تفقدوا احترام من وضعوا ثقتهم فيكم، افعلوا ما يجب فعله٬ كرموا أهالي الشهداء، عالجوا الجرحى، واحترموا حقوقهم.
لأن كل يوم يمر دون فعل حقيقي هو طعنة في قلوبهم، وصفحة سوداء في كتاب تاريخكم.
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب