عبد الله مثنى العروسي.. رمز القيم النبيلة والعمل الإنساني في خدمة أبناء الجنوب
في عالم يزداد فيه الانشغال بالمصالح الشخصية والماديات، يبرز البعض كنجوم مضيئة تضيء دروب الإنسانية، ويُعد الأستاذ عبد الله مثنى العروسي، نائب رئيس جالية أبناء الجنوب في ولاية ميشيغن الأمريكية، واحداً من أبرز هؤلاء الرموز، رجلٌ جمع بين النضال الوطني، والخدمة الإنسانية، والعمل الخيري، ليصبح نموذجاً مشرفاً يُحتذى به في الداخل والخارج.
إن الحديث عن عبد الله مثنى العروسي هو حديث عن رجل لم يدخر جهداً أو مالاً في سبيل دعم أبناء الجنوب، سواء كانوا في الداخل أو في المهجر، من جيبه الخاص، وبقلبٍ مفعم بالإيمان بالقيم النبيلة، قدم العروسي هو ورفاقه في امريكا مساعدات سخية للطلاب، والمرضى، والفقراء، والأيتام، والأرامل، وكل محتاج طرق بابه. لم يكن يعرف التمييز أو التفرقة، حيث كانت يده ممدودة بالخير لكل من استنجد به، وابتسامته الصادقة دليل على نيته الخالصة في مساعدة الآخرين.
لم يكن الأستاذ عبد الله العروسي مجرد مغترب أو شخصية اجتماعية معروفة، بل كان مناضلاً أصيلاً للقضية الجنوبية، وداعماً قوياً لثورة ومقاومة الجنوب. شارك في مختلف الفعاليات والمناسبات التي هدفت إلى نصرة أبناء الجنوب، ورفع صوتهم في المحافل الدولية. على سبيل المثال، كانت مشاركته في الفعاليات التي أقيمت أمام مقر الأمم المتحدة ومجلس الأمن في الولايات المتحدة، تعبيراً عن التزامه العميق بالقضية الجنوبية. كما كان من بين مستقبلي الرئيس عيدروس الزبيدي أثناء زيارته لأمريكا، ليؤكد بذلك على دعمه المستمر للقيادة الجنوبية.
إن العروسي ليس مجرد رجل يقدم المساعدات الإنسانية، بل هو مثقف وطني مؤهل وكادر جنوبي كفؤ ، تمتاز شخصيته بالوقار والاحترام، وهو ابن بيئة طيبة غرست فيه القيم الأصيلة.
لم يتوقف عند حدود العمل الإنساني، بل كان له دور بارز في إبراز القضية الجنوبية في المحافل الدولية، مستخدماً خبراته ومعارفه لإيصال صوت الجنوب إلى العالم.
كان الأستاذ عبد الله العروسي من المؤسسين الأوائل لجالية أبناء الجنوب في ولاية ميشيغن الأمريكية، وهي جالية أصبحت بفضل جهوده شعلة من النشاط والعمل الجماعي ، منذ اللحظة الأولى، عمل على استقبال المهاجرين الجنوبيين الجدد في الولاية، حيث ساعدهم في الحصول على سكن وفرص عمل، وقدم لهم الدعم اللازم للتأقلم مع حياتهم الجديدة؛ لم تكن مهمته تقتصر على الجانب الخدمي فقط، بل كانت تشمل أيضاً الجانب الثقافي والوطني.
بفضل جهوده هو ورفاقه ، أصبحت جالية أبناء الجنوب في ميشيغن منصة لإحياء الهوية الجنوبية، وتعزيز ارتباط المغتربين بوطنهم وشعبهم. نظم العروسي ورفاقه العديد من الاحتفالات والمناسبات التي هدفت إلى مناصرة القضية الجنوبية، وجمع أبناء الجالية تحت راية واحدة. كما أسهموا في بناء المساجد والمنشآت التربوية والتعليمية في أمريكا، بهدف تعليم أبناء الجنوب الدين واللغة، وتعميق ارتباطهم بجذورهم وهويتهم.
إن الأستاذ عبد الله مثنى العروسي هو مثال حي على أن العمل الإنساني والنضال الوطني يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب. لقد نجح في أن يكون صوتاً للحق، وعوناً للمحتاجين، وسنداً للقضية الجنوبية في الداخل والخارج. إن سيرته الحافلة بالعطاء والعمل الدؤوب تجعل منه رمزاً مشرفاً لكل أبناء الجنوب، ونموذجاً يُحتذى به لكل من يؤمن بأن القيم النبيلة والعمل الصادق هما أساس نجاح الإنسان والمجتمع.
في زمنٍ تندر فيه المواقف النبيلة، يظل الأستاذ عبد الله مثنى العروسي شعلة أملٍ في العمل الإنساني والوطني. إن أعماله ومواقفه ليست مجرد أفعال عابرة، بل هي إرث سيظل محفوراً في ذاكرة أبناء الجنوب، ودليلاً على أن الإخلاص للوطن والناس هو أسمى ما يمكن أن يقدمه الإنسان.