التكافل المجتمعي مفهومه وسماته بين الأمس واليوم

في ظل المتغيرات الأجتماعية والأقتصادية الطارئة على المجتمع برمته,و مع بدء زعزعة مفهوم التكافل الإجتماعي والذي شمل غياب مبدأ التآخي و الألفة عند العامة إلا من رحم الله , تعمدنا ان نتطرق اليه مره اخرى بعد ان عرجنا اليه بمنشور سابق لأهميته كونه يعد محور ارتكاز رئيسي للتعايش المجتمعي والذي نحن بحاجة ماسة اليه في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد وبعد ان شهدنا ظهور بعض الاختلال وتفشي أساليب منبوذة اثناء التعامل مع المحيطين.

لابد لنا في بداية الأمر ان نفهم معنى التكافل الإجتماعي بمفهومه الأسلامي والذي نص على حسن المعاملة والتمسك بالعادات التي تربى عليها الجميع سابقا ومنها: التعاون ,والتاخي, والتواصل ونبذ الفرقة, وغيرها من الصفات السمحة التي ترتبط بمفهوم التكافل الإجتماعي والذي ذُكر في بعض الأحاديث النبوية و الآيات القرآنية ومنها :

ــ آية( وتعاونوا على البر والتقوى)

ــ حديث( الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه) 

ــ حديث( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)

ـ حديث( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا)

ـ حديث( لايدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه) 

ولو نظرنا لحال بعضنا اليوم لوجدنا ظهور شوائب وعادات ومسميات واساليب غريبة جعلت من الجميع يبتعد شيئا فشيئا عن التمسك بمفهوم التكافل الإجتماعي وصفاته التي تضمن حق الجار ورباط الاخوة والسلام والزيارة وغيرها,, فقد تخلى بالفعل معظم الناس إلا من رحم الله عن تلك الصفات الجالبة للرزق والبركة, لإعتناقهم وتمسكهم الدنيوي والذي يتمحور في كلمتين (يالله نفسي ),,ومع تواجد مثل تلك البذرات السيئة والتي قد يؤثر تواجدها في المجتمع , لابد لنا ان نتعلم كيفية الابتعاد عنها من خلال نبذها وعدم التعامل معها, والألتفات لكل ما هو جميل يحيي فينا صفات المودة والألفة والرحمة والعمل بروح الفريق الواحد الذي يحس بمعاناة غيره ويتعاون ويتفقد حالة الناس من حولة ويبذل ما يستطيع لإغاثة بعض الأسر العفيفة التي داهمها الفقر والعوز واغلقت ابوابها لعزة نفسها عن السؤال

عندما نقول تكافل إجتماعي نعني المعاملة بالحسنى فالدين هو المعاملة, لا كما يفعل البعض في واقعنا ممن خلت قلوبها من هذا المسمى التكافلي , وبدأت بتوفير متطلباتها باضعاف مضاعفة واغلاق ابواب منازلها ولا يعنيها امر المحتاجين او معاناتهم من الحرمان والعوز,,

احبتنا نحن على اعتاب ولوج شهر كريم شهر الخيرات والبركات, ويجب على الميسورين اقتناص الفرصة والحصول على الأجر والثواب من رب العباد, بادخال البهجه والسرور على نفوس المحتاجين في الاطار الجغرافي الذي يعيشونه, 

كما نتمنى ان تعود تلك الصفات الجميلة ويتحلى بها الجميع من خلال خلق روح الآخاء وعودة معاملة الجار الى نصابها السابق قدر الاستطاعة وتفقده بالمآكل والمشرب والملبس وتوفير له بعض الأحتياجات الضروية اسوةَ بأسرته,, لان ابن آدم سوف يكون عرضه للسؤال يوم القيامة ويحب ان يكون عمله قائم على الألفه وحب الخير للغير كما يحبه لنفسه بعد ان انعدمت تلك العادات في مجتمعنا المسلم والمحافظ والغيور منذ سنوات..

وفي الختام كل التقدير والاحترام لمن كان نبراسا مشتعل بإحياء سمة التكافل المجتمعي وجعلها ملموسه على ارض الواقع و تثبيت دعائمها من خلال حث الجميع على العمل بها فعلياً و تلمس عبرها اوضاع المحيطين من الأحبة والجيران والمعسرين في ظل هذا الوضع المأساوي والظروف المعيشية الصعبة...

والله من وراء القصد