في كل فترة عصيبة أجدهم قناديل الحياة

في خضم الحياة ودروبها المليئة بالعثرات والاحزان والنوئب العصبية تتوقف خطواتنا وتحتبس أنفاسنا وتسيطر على هواجسنا نوبات يئس تقودنا إلى الاستسلام عندما نكون في اضعف حالاتنا الجسدية والمعنوية والاقتصادية أيضا وفي هذه المعمعة من منغصات الحياة وابتلائتها نترك الأمر لله سبحانه ونسبح بحمده ونبوح له بهمنا وضعفنا وقلة حيلتنا ونستجير برحمته ومنه وكرمه وهكذا هو لسان حال كل مسلم ومؤمن في اصقاع المعمورة يتضرع ويلجأ للمولى عز وجل عندما تشتد علية مصاعب الحياة وويلاتها القاسية .

وما خاب ظننا بالله ومع العسر يسرى ومن نتوكل عليه فهو حسبه نعم المولى ونعم النصير وهكذا يترجم رب العالمين دعاء العبد المسلم ومناجاتة ويرسل له وكيلاً بالأرض ويسخر له الحلول من حيث لا يحتسب ويجعل له من كل هما فرجاً 
هكذا سرت معي الأمور وجرت مجرياتها على صعيد حياتي الشخصية في الآونة الأخيرة التي شهدت اضطرابات صحية تفاقمت بشكلا متسارع ادت الى ظهور أعراض صحية لم تكن بالحسبان ولله الحمد على كل حال .

فترة عصيبة عشتها في غضون الأيام الماضية لم اقطع خلالها حبل الرجاء بالله سبحانه وتعالى وكل ما خارت قواي الجسدية واصابها الوهن برزت الى محيط معنويات المتذبذبة رفيقة دربي الوفية لتمنحني ترياق الصمود وتمدني بعقاقير الإرادة جرعات محفزة كان لها الأثر الكبير في حماية الدفعات المعنوية من التصدع والانهيار فاحطتني بأجواء روحانية كرستها بالابتهال والدعاء سرا وعلانية مصحوبة بمشاعر المحبة والمودة الصادقة والتعامل الإنساني في كنف افراد أسرتها الذين كانوا ونعم الاهل والسند .

ومابين الفينة والأخرى كان لفلذت كبدي شلال التأثير السحري الذي ألقى بظلاله على نفسيتي المتعبة ليشعرني براحه بال وطمئنينة سكنت ضلوعي مع كل رسالة يرسلها إلى جوالي متلهفا لمعرفة أحوالي مابين الفترة والأخرى ليمدني بفيض حنانة الذي لامس شغاف قلبي عن قرب برغم المسافات الاضطرارية التي ابعدته عني مؤقتا بحكم تلبيته لنداء الواجب الوطني للذود عن حماية الوطن في خطوط التماس مع إيماني وقناعتي الراسخة أن الوطن احوج لأبنائنا في مثل هكذا ظروف قلتها له في كل مرة كان ينوي مغادرتة موقعة من اجلي .

فترة عصيبة عشتها ومازالت أعيش تفاصيلها ومن بين ركامها تنبثق رسل المحبة وجبر الخواطر لاجدها قناديل تضيء الحياة ولياليها الحالكة بفيض حنانها ومشاعرها النقية لتغمرني بعطفها وكرمها بفضل الله ومعها اتناسى كل غصة الم ولحظة وجع رغم مرارة الصراع مع المرضى والامة المبرحة فشكرا لتلك القناديل الإنسانية التي توهجة واحاطة روحي المتعبة بدفئ مشاعرها الصادقة فسلاما على قلوباً احست بألمي 
والحمد لله على كل حال.