هل حان الوقت أن تفهموا أيها العرب ..؟!
هناك الكثير من العرب يرون عودة الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض بتشاؤم وقلق من سياسته التي تتسم بطابع العنف وتعصبه الواضح وبدون عقل للكيان الصهيوني وما يمكن أن يترتب على ذلك من انعكاسات خطيرة على المنطقة العربية.
لكني أرى عكس ذلك فعودته الى البيت الابيض فيها خير للعرب والعالم نعم فقد يأتي الخير من مصدر نكرهه كما يقول الله ( وعسى أن تكرهوا شياء وهو خير لكم) وكما تقول العرب ( رب ظاهرة نافعة ) .
في زيارة رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو للبيت الأبيض كانت تصريحات ترامب بشأن غزة هي كشفت الغطاء عن المخططات السرية التي كان يتم تنفيذها من تحت الطاولة الى العلن تلك المخططات التي دمرت الوطن العربي دولة تلو أخرى وبتمويل عربي فما نعانيه الآن في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والسودان وغيرها هي نتيجة تنفيذ تلك المخططات التي نفذت من تحت الطاولة وتحت شعارات هي اضغاث أحلام مثل الربيع العربي الذي تساقطة ازهار اشجاره ولم يأتي بعدها أي ثمار وكل ما وجدناه اشواك أدمت الجميع ومع ذلك لايزال هناك من اخذ الله سمعهم وابصارهم وجعل على قلبهم غشاوة يتغنون به.
لقد ساهمت تصريحات ترامب في نفخ ريش نتنياهو وزاد ايضاح هذا المخطط بصورة أكثر وضوحا حيث جاءت تصريحاته قبل يومين ردا على مطالبة السعودية بإقامة دولة فلسطينية وفق مبادرة السلام التي أعلنها العرب في بيروت عام 2002م والتي كانت مبادرة سعودية أطلقها الملك عبد الله بالقول على السعودية أن تقيم للفلسطينيين دولة في أراضيها واليوم تعاقبت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول إقامة دولة فلسطينية خارج فلسطين وها هو السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل يقول سننفذ مخطط ذو بعد توراتي وهو مايجري في الضفة الغربية الآن .
لقد كانت ردت الفعل العربية على تلك التصريحات بمثابة توحيد للموقف العربي الذي نامل ان يزداد تلاحما بعد ان كان ممزق و متناحر وكانت السعودية والامارات وقطر هي من تمول تنفيذ ذلك المخطط الذي دمر الوطن العربي ومزقه فهل يعوا الآن أنهم سيحصدون تلك الاشواك التي زرعوها لتدمير الوطن العربي .
هل يعي - من طبعوا مع الكيان الصهيوني وفق المشروع الإبراهيمي على يد ترامب في دورة رئاسته الاولى وهم الإمارات والبحرين والمغرب والسودان وكانت السعودية على وشك التطبيع وفق هذا المشروع الذي أخرجه ترامب إلى العلن لولا طوفان الاقصى - أن الدور سيأتي عليهم مالم يعيدون حساباتهم الخاطئة وان تطبيعهم هذا لن يحميهم .
حتى وإن لم تفهموا ايها العرب وتتحدوا لمواجهة هذه المخططات وتصححوا اخطائكم فان هناك متغيرات قادمة من داخل أمريكا ستفشل كل ذلك فالرئيس الأمريكي ترامب حفظه الله يقود داخل أمريكا بيروسترويكا تشبه بيروسترويكا جورباتشوف التي فككت الاتحاد السوفياتي مع الاختلاف بين هذه وتلك لكنها سوف تؤدي الى نفس النتيجه تفكك أمريكا ونهاية هذا الكيان السرطاني في الوطن العربي وعندها سوف تتهاوى عروش من هم في فلك هذه المخططات من العرب إن لم يفهموا الان.