نشوة الثورة !!

من بين حدود 2010 إلى يومنا هذا، طرأ على الأمة أحداث أثارت الكثير من موجات السخط النابع من الخيبات المتتالية، والانقسامات السياسية، والديموغرافية، والدينية الحاصلة في العديد من البلدان العربية.

الوضع في أكناف 2011 لم يكن كسابقه من الأعوام، بسبب العديد من التحديات والغربلات التي حصلت للرؤساء، والمشاهد التي أفرحت العديد من الناس، وأحزنت الكثير أيضاً !!.

تأمل الشارع بعد تلك الأحداث خيرًا، وابتسمت الأوجه، وتعانقت الأرواح، وكثرت الطموحات والآمال، وبدأ العصر الجديد يضع حجر أساسه النابع من الثورة، والسيادة المطلقة.

تلاشت تلك الأمنيات، واندثرت التطلعات، وتنامت العصابات، وانتشرت الجرائم واعتلت الفوضى على سفوح الأمن والأمان، وصار القاتل بطلًا، والمقتول جبانًا، وصار الصادق مكروهًا، والكاذب محبوبًا، والسارق مدير شرطة، والشرطي في زنزانة السارق، وصار المتعلم في رفوف التخلف، والجاهل في مصاف التطور !!.

توالت النكبات تترى على كاهل الشعوب، ولم تتوانا الأوجاع في كسر الروح الوطنية، واجتثاث الانتماء العاطفي، وجعل بوابة المصالح، وتوزيع الثروات هي الملاذ الآمن للكثير من هوامير السلطة وثعابينها !!.

تغرب المواطن الغلبان في بلده، وصار الغريب قريباً، والثروات مباحة له، والخط الأحمر فقط على صاحب الأرض والملكية.. !!، تشتت الخطوب عليه، ونامت الليالي قبل منامه، واستيقظت العصافير على ركام أشلائه، وجفت العيون قبل موته !!.

بعد كل تلك الأحداث، أيقنا أن تلك النشوات الزائدة ما زادتنا إلا جهلًا وتخلفًا، وما وضعتنا إلا في موضع لن يقبل به إلا من رضي بحياة الذل مثلنا !!!.