"يوم التأسيس السعودي: -إحتفال بالجذور.. وتضامن مع الأشقاء"
كتب/علي صالح عاطف الشرفي..
في يومٍ تجتمع فيه قلوب السعوديين فرحًا بذكرى تأسيس دولتهم العظيمة، نرفع أسمى آيات التهنئة للقيادة الحكيمة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشعب السعودي الشقيق، متمنين للمملكة العربية السعودية المزيد من الازدهار والتقدم، حافظةً لهويتها، صامدةً في وجه التحديات، متألقةً كقلب العالم العربي والإسلامي النابض. إن يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو تجسيد لإرث عريق بناه الأجداد، ويسير عليه الأحفاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حاملين راية الرؤية الطموحة 2030 نحو مستقبلٍ زاهر.
وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن ننقل إمتنان الشعب اليمني، وحكومته الشرعية، للموقف السعودي النبيل الذي يقف شامخًا كالسند الأخوي في مواجهة العاصفة التي تعصف باليمن منذ سنوات.
فالمملكة، بحكمة قيادتها وإرادة شعبها، لم تدخر جهدًا في دعم الشرعية اليمنية، ومواجهة المد الإيراني التخريبي عبر المليشيات الحوثية الإنقلابية، التي حولت اليمن إلى ساحة لصراعٍ مُفتعل، دمَّر البنى التحتية، وحرم المواطن اليمني من أبسط حقوقه في الإستقرار والحياة الكريمة.
إن المعاناة اليومية لليمنيين – من إنهيار الخدمات الصحية والتعليمية، والقصور المخيف في إمدادات الكهرباء، وإرتفاع كلفة المعيشة، وتفاقم الأزمات الإنسانية – هي نتاج مباشر لاستمرار الإنقلاب الحوثي المدعوم من إيران، والذي لا يزال يعرقل جهود السلام، ويستنزف موارد اليمن، ويعيق شعبه الكريم من تصدير ثرواته من النفط والغاز، لصالح أجندات خارجية عدائية، ما أدى إلى انهيار غير مسبوق لقيمة العملة الوطنية، وإنحدار شديد للاقتصاد اليمني بوتيرة مفجعة.
ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا بفضل الدعم السعودي المستمر، الذي مثل شريان حياة للشعب اليمني، سواء عبر المساعدات الإنسانية، أو الدبلوماسية الفاعلة لإيقاف زحف المشروع الفارسي التوسعي،الذي لن يكتفي باليمن الحبيب، بل سيتعداه إلى محيطه الإقليمي وإلى بقية الجسد العربي والإسلامي، وهذا الهدف ليس بخافٍ، بل أنه معلن وبتبجح سافر.
ونحن، إذ نحيي المملكة في يوم تأسيسها المجيد، ننقل صوت اليمن المنكوب، الذي يناشد الأشقاء في السعودية ودول الخليج العربي وكافة الدول العربية، والأصدقاء في العالم الحر، مضاعفة الجهود السياسية والإنسانية لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة، وتمكينها من إستعادة كامل أراضيها من براثن المليشيات. فالدعم السعودي ليس مجرد مساعدة عابرة، بل هو إستثمار في أمن المنطقة، وحماية لمكتسبات الأمة العربية من أطماع التقسيم الطائفي.
إن تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين وحلفائهم لن يعيد الإستقرار لليمن فحسب، بل سيشكل ضربة إستباقية لإفشال المخططات الإيرانية الرامية إلى زعزعة أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ولعل التضحيات السعودية، إلى جانب الشرعية اليمنية، هي شعلة أمل تُذكِّر العالم بأن شعب اليمن لن يستسلم، وسيبقى سندُه العربي عنوانًا للنصر القادم.
ختامًا، نكرر التهنئة للسعودية الشقيقة بذكرى تأسيسها المجيد، سائلين المولى أن يحفظها درعًا منيعًا للعرب والمسلمين، وأن تظل يدها ممدودة لكل شقيقٍ ينشد العزة والسلام. واليمن، رغم جراحه، يرفع راية الشكر للدعم السعودي، ويرى في هذه الذكرى الوطنية تجسيدًا لقيم التضامن التي أسست عليها المملكة، والتي نأمل أن تُكتب بها نهاية الحرب، وبداية عهدٍ يمني جديد، تُردف فيه الأفراح بتحرير كل شبرٍ من اليمن، الأرض والإنسان..
*وكيل أول وزارة الصناعة والتجارة، الجمهورية اليمنية، عدن.