يوم نقول لجهنّم ـ هل امتلأت؟...

بقلم: حسين السليماني الحنشي

يخبر الله تعالى أنه يقول لجهنم يوم القيامة: هل امتلأت؟ لأن  ـ الله - وعدها أنه سيملؤها من الجّنة والناس أجمعين، فهو يأمر بمن يأمر به إليها ويُلقى فيها، وهي تقول: هل من مزيد، هل بقي شيء؟، فإني جاهزة له وأريد المزيد...
إن هذا المشهد المخيف جداً جداً، حينما نسمعه لجهنم ، ونحن نسمع الإجابة ـ بأن جهنم لازالت تريد المزيد ـ أنها مواقف صعبة وصور رهيبة تزلزل القلوب...
لكن في المقابل هناك من لا يسمع الإجابة بمشيئة الله، من جهنم ولايسمع حتى حسيسها ، أنهم بشر آخرون مثلنا قد ساروا على نهج الانبياء والمرسلين على النهج الذي ارتضاه رب العالمين ، تطير قلوبهم في أجواء المحبة، والفرح، والسرور، والبهجة ، وتكون السعادة ظاهرة على وجوههم، لكن هناك لازال الموقف صعب عند من يسمع الإجابة أنها (جهنم وما ادراك ما جهنم) تحتاج المزيد والمزيد، يتبادر إلى الذهن بأنها لازالت أيضاً لديها الاستعداد لمواجهة اعداد كبيرة وخيالية، وهنا يستشعر أهل الموقف الخوف !!!
وتظهر الأعمال الخالصة لله، وتنكشف الأعمال المسيئة وتظهر لنا  الحقائق، ونعرف كم هي حقا صغيرة أعمارنا، وكم هي معيبة تلك الأعمال الخاطئة التي قمنا بها، حيث لم نهنأ بها ولم تدفع عنا الضرر...
لكن أتى رمضان وهو أيام معدودات قليلة، وبجهد بسيط، أنها أيام العتق من النار وذلك في كل ليلة، وكذا أبواب جهنم مغلقة في رمضان، فهو شهر النفحات الربانية المهداه للعباد...
فلم نشهد بمشيئة الله، مكان جهنم ولم نسمع السؤال الموجه لها عن طريق عدم التساهل فيما ارتكبنا من الخطأ واشركنا مع الله غيره وتلقينا أمور حياتنا من الظلمة والفسدة، يامن كنتم حكام على العباد فأكثرتم في البلاد الفساد، يالها من مواقف حزينة، إن لم يتداركها الجميع في هذه الأيام بالتوبة، لكن في المقابل هناك افراد وحكام يعيشونها حقا يراغبون الله ويخافونه فيما يقع تحت أيديهم، فعاشوا سعادة الدنيا والآخرة، حيث قد تخلوا عن رغبات النفوس  وعاشوا على المبادئ المتعارف عليها في دين الله، من العدل الذي يحبه الله، فأكرمهم الله، حيث لم يسمعون الإجابة الحزينة...
لكن اليوم أصبح الظلم والاستبداد مقدس، حيث تنهب الأموال وتأخذ المصالح، من القائمين على العباد والبلاد ، بلا خجل أو خوف...
ويأتي رمضان فيستقبله هؤلاء الفسدة بالفتات الذي قد نهبوه... ويجعلون من أنفسهم رجال الإيمان والعمل الصالح، وللأسف الشديد، تجد من يسوّق لهم ويصفّق لهم ويثني عليهم فيما يعملون... ورضي الله عن ـ سلمان الفارسي ـ  فهو صورة من صور العزة والكرامة، للرعية على الرغم أنه (عبد) لكنه عاتب، أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه، وهو على المنبر لكن عمر يمثل صورة الحاكم العادل ويقول سلمان: لا سمع لك ولا طاعة، في ثوب زائد لاحظه على الفاروق، كان الثوب قد أهداه إياه ابنه عبدالله بن عمر رضي الله عنه، لوالده الفاروق عمر... كان العتاب على قطعة قماش، فما بالنا اليوم نلاحظ المليارات تنهب والشعوب تموت جوعاً والأوطان تسلب...
أنه الخوف من الله تعالى من الأمير الحاكم ، ومن الرعية التي لاتأخذها في الله لومة لائم !!!
إن تلك الصور محيت من قاموصنا أو قلت عندنا وعند حكامنا، نتيجة للبعد عن تعاليم ديننا، أو أننا قد استوردنا كيفية التعامل معها من الأعداء الذين يتربصون بنا ، حيث قل الخوف من جهنم، وعشنا الصراعات، فكانت حياتنا، حياة الضيق والكدر، وقد قال الله في محكم التنزيل(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا...) ...!