شجرة السدر والتحدي الصعب
تنتشر شجرة السدر ( العلب ) في العديد من الأودية بمحافظة حضرموت ومن بينها وادي دوعن وتُعتبر من الأشجار المعمرة ولأصبحت رمزا من رموز وادي دوعن كونها مصدر غذاء النحل لإنتاج العسل الدوعني ذائع الصيت وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنسان الدوعني الذي وطّد علاقته بها منذ عشرات السنين وتتميز هذه الشجرة بقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية القاسية وخاصة مما يجعلها رمزًا للصمود في ظل الإهمال التي تعانيه من قبل المُّلاك وتساهم في مكافحة التصحر حيث تعمل جذورها العميقة على تثبيت التربة ومنع انجرافها.
واليوم تواجه أشجار السدر في وادي دوعن تحدياً صعباً من خلال القطع الجائر بسبب جشع المُلّاك وبيع العلوب لتقطيعها لأشخاص من خارج وادي دوعن يبحثون عن أوراق السدر التي زاد الطلب عليها في الخارج وهؤلاء لا يقدّرون معنى الحفاظ على هذه الشجرة الأمر الذي أدى قطع عشرات الأشجار بطريقة عشوائية في بعض المناطق مما سيؤثر سلباً على مستقبل وسمعة عسل دوعن المعروف ب( البغية ) ويحتاج إلى وقفات جادة من الجميع وتظافر الجهود مع السلطة المحلية ومكتب الزراعة لإيقاف هذا العبث من أجل الحفاظ على الثروة الدوعنية إضافة إلى أن شجرة السدر تواجه تحديات أخرى مثل التغير المناخي والاحتباس الحراري مما يستدعي جهودًا كبيرة لحمايتها في ظل التحدي الأكبر أن العديد من مُّلاك الأشجار غادروا المنطقة وتركوا أموالهم الزراعية لمن أتى بعدهم للمناطق من ( الحّلان ) .
مايحصل تجاه أشجار السدر بوادي دوعن يحتاج بالضرورة لزيادة الوعي لدى المواطنين والمزارعين بأهمية هذه الشجرة وتشجيعهم على زراعتها إن أمكن حتى يتم المحفاظة على تراثنا الطبيعي وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة والحفاظ على الهوية الدوعنية حيث أن بعض الثقافات تعتبر شجرة السدر رمزاً للسلام والأمان ناهيك عن فوائدها الإقتصادية حتى يبقى وادي دوعن أخضراً على الدوام .