"خارجوا نحنا منهم تعبونا".. من أبين الباسلة إلى شبام التاريخية: رحلة الثورة والكرامة

كتبه- أ/ اندى الصلاحي 
سيئون- 16/10/2025

قالوها لي بهمس، ووجوههم متعبة، وعيونهم تشتكي من سنين القهر: "خارجوا نحنا منهم تعبونا". عبارة ترددت في حضرموت الوادي، من سيئون لشبام، وكلها تنطق بلسان واحد، لسان المواطن اللي ما عاد يتحمل ظلم الشرعية ولا استفزازها.

 ثلاثة أيام في السيارة، وثلاثة أيام من الإصرار 

تحركنا من أبين الباسلة، أرض الرجال والوفاء، صوب الضالع، ضالع الصمود والتصالح. كانت الرحلة مرهقة، لكن الهدف يلهمني، يخليني أتحمل التعب، لأشارك في فعالية الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة. الثورة اللي ما زالت تنبض في قلوبنا، وتدفعنا نمشي الطريق مهما كان طويل.

 الضالع: ملحمة التصالح والتسامح

وصلنا الضالع، وكان الاستقبال مهيب، ما شفت مثله من قبل. حضور جماهيري من كل حدب وصوب، زخم وعنفوان، كرم وضيافة، وكلها تقول إن الجنوب حي، وإن التصالح والتسامح مش مجرد شعار، بل واقع يُسطر في الضالع.

 من المكلا إلى سيئون: حضرموت الحضارة والهوية

من الضالع اتجهنا صوب المكلا، ومنها إلى سيئون، أرض الحضارة، والهوية، والتراث. شاركنا في احتفالية الثورة في ساحة شبام التاريخية، المدينة اللي ما زالت تحتفظ بروحها رغم كل الصعوبات، رغم استفزازات جماعة الشرعية، ورغم محاولاتهم يعرقلوا الرحلة.

لكننا تعلمنا من القائد عيدروس إن الرد المناسب يجي في الوقت المناسب. مثلما صمدت الضالع نحو هدف واحد، نحن عازمين نوحد الصفوف لتحرير الوادي، اللي قوات الشرعية فيه باتت مشلولة، تتفرج على الحشود تهتف: "دولة الجنوب العربي فرض علينا استعادتها".

 النشيد الوطني الجنوبي يهز الأرض في شبام

وقفنا نردد النشيد الوطني الجنوبي، وأمامنا طقم العسكر، ثلة من المشلولين، ما قدروا يستفزونا، ولا يهزوا عزيمتنا. كانت لحظة تثبت إن الأرض المغتصبة، مهما عاث فيها الفساد، بيجي يوم وتتحرر، لا محال.

 سيئون وتريم: تراث حي وشعب واعي

زرت المعالم الأثرية في سيئون، وقصر السلطان الكثيري، و زرت تريم الغناء. في كل مكان كنت أتحاور مع المواطنين، وكلهم يقولوا نفس الكلمة: "اخرجوهم تعبوا نحنا". صوت واحد، وجع واحد، وإرادة واحدة.

 الوادي يستحق التحرير

كمية الظلم اللي تلحق بالمواطنين في الوادي، تخلي تحريره أولوية، تخلي صوتهم أمانة في رقابنا. وهذا وعد، وعهد الرجال للرجال، إننا ما بنسكت، ولا بنتهاون، حتى يتحرر الوادي، وتعود لحضرموت كرامتها، وتشرق شمس الجنوب من جديد.