في ظل آية من كتاب الله العزيز
قال الله تعالى في محكم التنزيل:
(مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد)٠
سورة إبراهيم, الآية 18.
يخبر الله تعالى عن أحوال الكفار يوم القيامة، فأعمالهم الحسنة في الدنيا من إكرام للضيف ونصرة للمظلوم وصدقة وصلة للأرحام وإطعام للمساكين، تصبح يوم القيامة لا قيمة لها، مشبه ذلك الفعل بالرماد المتناهي في الرقة والخفة في يوم ذي رياح شديدة تهب فتأخذه عن آخره دون أن تترك منه أثرا يذكر، وكذلك أعمال الكفار تصير يوم القيامة لا قيمة لها ولا معنى يذكر، لبطلانها وافتقارها للأساس الصحيح وهو الإيمان بالله، فيصاروا بذلك إلى الخسران الكبير، بخسارتهم للدنيا، فلم يُتقبل منهم أو يعادوا للدنيا مرة أخرى ليعملوا صالحا.
لذا ينقسم الناس إلى قسمين المؤمنون والكفار، فالله تعالى لا يتقبل سوى أعمال المؤمنين، ممن يرجون وجهه تعالى، ويخلصون النية له سبحانه، طالبين ثوابه وجنته، متقين ناره وعذابه، أولئك يتقبل الله منهم، ويجزيهم على أعمالهم، أما القسم الثاني فهم الكفار فقد قطعوا أي صلة لهم بربهم وابتعدوا عما يرضيه ويقرب إليه، فلم يتبعوا تعاليم ربهم وأوامره، ولم ينتهوا عن نواهيه، وأعمالهم نابعة عن رغبة دنيوية ومصالح آنية، فلم يقصدوا بأعمالهم تلك إرضاء الله أو التقرب إليه، لذلك استحقوا أن ترد أعمالهم عليهم، وينالوا الخسران المبين، فهم يوم القيامة بين أيدي ربهم، أن شاء عفا عنهم وان شاء عذبهم.
لذلك ينبغي على المؤمنين أن يقصدوا بأعمالهم الصالحة وجه الله وحده، حتى يُتقبل منهم وينالوا رضاه سبحانه وثوابه.