المؤسسة العسكرية جزء أصيل في المجتمع...
يعد أفراد القوات المسلحة من أهم شرائح المجتمع، كما ونوعا؛ من حيث الكم تشكل هذه الشريحة نسبة واسعة من أفراد المجتمع (خصوصا مجتمعنا الجنوبي)، حيث ينتمون غالبا إلى مختلف مناطق البلد، فتتكون بينهم إزاء ذلك روابط إخاء وتعاون ومحبة جامعة، قلما توجد أو تحدث في أي مؤسسة مدنية أخرى، أما من حيث النوع فأفراد القوات المسلحة يمثلون وجه الدولة الحقيقي، ويعكسون طبيعة الدولة القائمة، فكلما كانت دولة قوية، فإننا بصدد جيش منضبط مدرك لواجباته، لا يحيد عنها قيد أنملة، وبالمثل فالجيش المنفلت يعكس ضعف الدولة القائمة.
ولأن الحياة العسكرية حقل مستقل بذاته، له علومه ومبادئه وفلسفته، فقد حرصت الكثير من بلدان العالم على رفد المؤسسة العسكرية بكل ما يستجد من علوم ومعارف، بحيث يكون أفراد هذه المؤسسة واعيين ومدركين لما يدور حولهم من متغيرات معرفية وثورة معلوماتية، فضلا عن المعرفة بالمهام العسكرية ومسائل الانضباط والالتزام بالقوانين العسكرية، والتي تعد من الكفايات الضرورية لكل فرد عسكري.
كل ما في الأمر ينبغي الاهتمام بالجندي المقاتل ثقافيا، من خلال إكسابه خبرات ومعارف عن تاريخ وطنه، وأهم الحضارات التي قامت على أرضه، والمؤامرات التي واجهت بلده، والتهديدات التي تجابه مستقبل وطنه وسبل التغلب عليها.