توقيع رواية "عمى الذاكرة" في المركز الثقافي اليمني في القاهرة:

أبين الان: متابعات
أقام المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، اليوم، حفل توقيع رواية "عمى الذاكرة" للكاتب أ. حميد الرقيمي بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين. أدار الحفل الإعلامي أ. عمار المعلم، الذي أكد في مستهل الحفل على أهمية عدم التوقف عن فعل الكتابة لحفظ صورة اليمن بكل تفاصيلها في زمن الحرب وتشخيص الداء الذي نهش في جسد هويتها الوطنية.
فيما قدم قراءات نقدية حول الرواية أ. عبد المنعم الكتيابي، الأمين العام الأسبق لاتحاد الكتاب السودانيين، والعباس علي يحيى العباس، رئيس جمعية الروائيين السودانيين، الذي قدم قراءته نيابة عنه الإذاعي السوداني ياسين مسعد.
وأكدا أن الرواية الصادرة عن دار جدل للنشر والتوزيع تحفر في الذاكرة الفردية والجماعية، بتناولها آثار الحرب في اليمن، ورصد تداعياتها بأسلوب سردي بعيد عن التقريرية التي ألقت بظلالها على مأساة الهجرة القسرية والانكسارات الإنسانية التي تتركها الحرب في أرواح ضحاياها.
واتفقا أن الرقيمي استطاع تجاوز التوثيق الصحفي إلى بناء سردي محكم، يحول الألم إلى لوحات أدبية مشحونة بالعاطفة والجمال.
الرواية التي تتألف من 26 فصلاً،، لكل منها عنوان مستقل، بدءًا بـ"لحظة الهروب"، وانتهاءً بـ"عندما سألتني بكيت"، متضمنةً إهداءً يحمل وجع الحرب، وافتتاحية بمقطع من قصيدة "ابتهالات" للشاعر الراحل عبد العزيز المقالح.
ووثق الرقيمي، فصول الحرب في اليمن التي عاشها عن قرب قبل أن يغادرها إلى السودان ثم إلى مصر، عبر شخصية البطل "بدر" أو "يحيى"، الذي وُلد في لحظة انفجار دمّر حياته الأولى، ليعيش بين اسمين وذاكرتين، حاملاً أوجاع وطن مشرذم ومستقبل غامض.
وأجمعت القراءات النقدية للراوية أنها لا توثق مجرد أحداث، بل ترسم لوحة عابرة للزمان والمكان، حيث تتحول الحرب إلى لعنة عالقة في الذاكرة، تقطع سبل الهروب حتى في المنافي.
ومن شوارع صنعاء إلى شواطئ أوروبا، نسج الكاتب تفاصيل رحلة الهجرة المريرة، حيث تتكالب الأهوال على المهاجرين، من الصحراء إلى البحر، مرورًا بعصابات التهريب والموت العشوائي الذي يترصد كل خطوة.
وتمكن الرقيمي من نقل أوجاع جيله، جاعلًا من الحكاية شهادة فنية على مأساة العصر في "عمى الذاكرة"، لا تنطفئ فيها النيران، ولا تنتهي فصول الشتات، لكنها تُروى بصوتٍ يمنح الألم بُعدًا جماليًا، ليبقى السؤال مفتوحًا:هل يمكن لذاكرةٍ مثخنة بالجراح أن تبصر طريق الخلاص؟
وتحدث المؤلف حميد الرقيمي في الحفل عن مراحل كتابة الرواية، وبذور أفكارها، وتحدياتها التي كلفته عناء العيش مجددا مع أهوال الحرب، وأن يكتوي بنيرانها مع كل سطر أو فصل كتبه وثق قصص وحكايات للأجيال كيف كانت اليمن في سنوات الحرب وكيف يفترض أن تصار في زمن السلم بأفكارهم وسواعدهم وتضحياتهم.