عبرة من آية في سورة إبراهيم
في ظل آية من كتاب ربنا سبحانه وتعالى
قال الله في محكم آياته:
(وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال).
سورة إبراهيم, الآية 44.
تشير الآية الكريمة إلى أوامر الله تعالى لنبيه الكريم بإن ينهض بالمهمة التي أُرسل من أجلها، وهي إنذار الناس بما ينتظرهم يوم البعث من عذاب شديد، إذا ما صدوا عن سبيل الله، واتبعوا أهوائهم. أن من صميم رسالة ودعوة رسل الله إنذار الناس وتخويفهم من عذاب الآخرة ودعوتهم لتوحيد الله وعبادته، وتبشيرهم بما أعده الله للمتقين من ثواب عظيم يوم القيامة، بدخول الدار التي أعدها الله لعباده الصالحين (جنة النعيم)، التي لن يدخلها إلا من كان متقيا لله متبعا لرسله مجتنبا لنواهيه، أما حال الكفار ممن ظلموا أنفسهم باختيارهم لطريق الضلال حتى صاروا مستحقين لعذاب الله الأليم، سيكون حالهم مختلف، فحين يرى هؤلاء الكفار عذاب الله وما أعده الله لهم من أصناف العذاب، ما لا يستطيع أحد من البشر تحمله، سيصابون بالذهول والحسرة والندامة على كفرهم وتكذيبهم لرسل ربهم وسخريتهم من عباده المؤمنين، عندها لا يكون لهم سوى مطلب واحد من ربهم، وهو العودة إلى الدنيا مرة أخرى، لتوحيد الله وعبادته وطاعته واتباع رسله، لكنه مطلب لا يمكن تحققه، فالله تعالى سيبطل رغباتهم تلك، موبخا لهم مذكرا إياهم كيف كذبوا رسلهم في حياتهم الدنيا وحال الكبر والعناد بينهم وبين الإيمان، حين استحبوا الحياة الدنيا عن الآخرة، زاعمين أن لا بعث ولا حساب ينتظرهم، ولو عادوا إلى الحياة الدنيا مرة أخرى سيكذبون كما كذبوا من قبل.
على المؤمن اللبيب أن يستزيد من الأعمال الصالحة في هذه الحياة، وان يستغل عمره القصير أحسن استغلال، قبل أن يعاجله الموت، وتنقطع أعماله، ويقع الندم.