قضايا الابتزاز الإلكتروني وكيفية الحد منها
من القضايا التي تشكل تهديداً خطراً على الأفراد في المجتمعات بعالمنا الرقمي، حيث يقوم المبتزون باستغلال التكنولوجيا للإيقاع بالضحايا عبر وسائل مختلفة تمكنه من الحصول على اشياء ذات خصوصية حساسة، ومن ثم يبتزوهم عبرها.
وعادة ما يطلب المبتزون أموالاً من الضحايا (فدية إلكترونية)، ويهددون بنشر معلومات حساسة (صور) عن الضحايا اذا لم يلبوا طلباتهم، ولكن وصول الأمر إلى نشر صور فيها أعراض الناس عبر برامج التواصل الاجتماعي يعد أمر خطير جداً، يبين ان هذا الشخص قد تجرد من إنسانيته، وقد يكرر هذا الأمر هو او غيره اذا لم ينال عقابه الرادع.
ومع تزايد أعداد مستخدمي الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة تصاعد معدل قضايا الابتزاز في مختلف المجتمعات، ويستغل المبتزون المجتمع المحافظ لممارسة هوايتهم، حيث ترضخ لهم الضحايا خوفاً من الفضيحة وتشوه صورتهم داخل المجتمع.
خلال السنوات الماضية استغل المبتزون أوضاع الحرب وغياب مبدأ العقاب والمتمثل بعدم وجود جهاز أمني خاص بمكافحة الجرائم الإلكترونية في عدن والجنوب، ولكن استبشر الناس خيراً بعد تأسيس وحدة مكافحة الابتزاز الإلكتروني في أمن عدن وهذه خطوة جيدة استطاعت أن تكافح كثير من هذه الجرائم رغم ضعف الامكانيات.
ان مجابهة هذه الظاهرة والحد منها لا يقف على جهة معينة، بل تتطلب تعاون الجميع، وذلك من خلال جدية الجهات المعنية في قضايا الابتزاز الإلكتروني وتعزيز جهازها وتطويره ودعمه، وتطبيقه مبدأ العقاب بمحاسبة المتورطين، إضافة إلى الدور المجتمعي والحكومي التوعوي والإرشادي، وقبل ذلك دور أرباب الأسر في ضبط سلوكيات أولادهم وتصرفاتهم ومراقبتهم، وكذلك دور العبادة والمؤسسات التعليمية يقع على عاتقها دور توعوي.
نسأل الله الستر لكل عباده.