المناضل الجسور العاقل عمر بن سالم الدماني
*المناضل الجسور العاقل عمر بن سالم الدماني*
_منصور بلعيدي_
سجل التاريخ في صفحاته البيضاء مواقف نضالية قمة في البطولة والإباء لرجال أبين ورموزها التاريخية، حيث يعجز التعبير عن إيفائها حقها. من بين هؤلاء الأبطال يقف العاقل عمر بن سالم الدماني، الذي رسم ببطولاته خطاً لا يُمحى في تاريخ النضال.
*الحصار والمقاومة*
استطاع العاقل عمر بن سالم الدماني، آنذاك، أن يحاصر القوات البريطانية لمدة ثمانية أيام، قاطعاً عنها الإمداد والتموين ومنعها من التقدم نحو منطقة دمان. بسلاحه البسيط وبمساندة مجموعة من المناضلين الشرفاء الأحرار، واجه العاقل الدماني القوات البريطانية في منطقة جبلية شديدة الوعورة سُميت بـ"الكور" لصعوبة التضاريس فيها.
*التفاوض والرفض*
أرسلت قوات الاحتلال وفداً للتفاوض مع العاقل عمر بن سالم الدماني بشأن السماح لها بشق الطريق للدخول إلى منطقته بأمان. لكن العاقل الدماني رفض ذلك بشدة. ورداً على رفضه، أرسلوا بتقرير العاقل إلى المندوب السامي في عدن، الذي أمر بالعودة إلى مقر السلطنة العوذلية. أرسل المندوب السامي وفداً برئاسة السلطان صالح بن حسين العوذلي للتفاوض مرة أخرى، إلا أن العاقل المناضل عمر بن سالم كرر رفضه، مهاجماً إياهم بكلمات نابية دفاعاً عن أرضه وعرضه.
*المعركة الحاسمة*
أصرت قوات الاحتلال على التقدم نحو منطقة دمان بقوة عسكرية كبيرة بعد رفض العاقل الدماني لأوامر المندوب السامي. دارت معركة حاسمة في تاريخ 11 نوفمبر 1953م في منطقة أموركا، استمرت لمدة ست ساعات. تصدت قبيلة الدماني بقيادة عاقلها عمر بن سالم للقوات الغازية، وأجبرتها على التراجع والعودة من حيث أتت.
*الخلاصة*
هؤلاء هم الأبطال الشرفاء الذين وقفوا بوجه الظلم والاحتلال دون مقابل، دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم. العاقل عمر بن سالم الدماني وأمثاله هم رمز للنضال والشجاعة، ويبقى ذكرهم حياً في ذاكرة الأجيال، ملهمين للجميع بمعاني الفداء والإصرار على الحق.