إننا نعيش زمن مليء بالأمل.

بقلم: المليكي.

إننا جيلٌ وُلد وسط التحديات، وكُتب علينا أن نواجه المستحيل. سيكتب التاريخ أننا كُنا الجيل الذي خالف المعايير والتوقعات، الذي لم يستسلم رغم كثرة الهموم، الذي انتفض عندما ظن الجميع أن حلمه قد انتهى، الذي تحدى نفسه قبل أن يتحدى مجتمعه وسيتذكر التاريخ أننا جيلٌ يُعتمد عليه.

نعم، نحن الذين حملنا على أكتافنا أحلامًا تحطمت، وتطلعاتٍ تبخرت في غياهب الجهل، ولم نجد في طريقنا سوى غبار الألم والخذلان. ورغم ذلك، لم نُقهر، ولم نُهزم سيظل في أذهان الجميع أن هذا الجيل هو الجيل الذي آمن بالله أولًا، ثم آمن بنفسه ثانيًا، آمن أن الله لا يضيع عمل من يسعى، وأنه ما ضاقت إلا وتفرجت، وأنه ما من صعوبة إلا وعليها حل.

أيها الأحبة، إننا نعيش في زمن مليء بالفتن والتحديات، ولكننا نملك من القوة ما يجعلنا نصمد في وجه الرياح العاتية.نحن الذين آمنّا أن الله لا يبتلي إلا من يحب، وأن كل تحدٍّ هو امتحان، وكل صعوبة هي فرصة للتعلم والنمو. 

نحن الجيل الذي قال: "لا للمستحيل"، وقال: "نعم للتغيير"، وقال: "نعم للإصرار على النجاح".فالله سبحانه وتعالى هو ملاذنا، وهو منبع قوتنا.وقد تعلمنا أن الصبر هو مفتاح الفرج، وأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأنه ما من مصيبة إلا وتُخفف بعزيمة المؤمن. 

لن نبقى في موضع السكون، ولن ننتظر أن تأتي الرياح بما نشتهي. بل، سنظل نسعى ونسعى، لأننا نؤمن أن من يزرع اليوم سيحصد غدًا. وكل خطوة نخطوها اليوم نحو التعلم، نحو البناء، نحو النجاح، هي خطوات تقربنا من مستقبل أفضل بإذن الله.ورغم كل شيء، نحن الجيل الذي لم يرضَ بالواقع المرير الذي يعيشه، وقرر أن يصنع له طريقًا جديدًا. نحن الجيل الذي يحاول، الذي يتعلم، الذي يتقوى بالإيمان بالله، ويُقوي عزيمته بالعمل. 

نحن الذين سيخلّد التاريخ أسمائنا لأننا جاهدنا، لأننا بذلنا كل ما في وسعنا، وكل ما نملك، وما زلنا نؤمن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

بفضل الله، ثم بعزيمتنا وإصرارنا، نستطيع أن نكون ما نريد. حقًا أننا جيلٌ لا يركع للصعاب، جيلٌ لا يهزم رغم الفشل، جيلٌ يعشق التحدي، لأننا نعلم أن الله لا يضيع أجر من يعمل. نعلم أن الله لن يتركنا في وسط الظلام، بل سيهدينا إلى الطريق الصحيح، مهما طال الطريق.إنما النصر صبر ساعة، والفرج قريب بإذن الله. فنحن جيلٌ مؤمن، نثق أن ما نمر به هو جزء من خطة الله لنا، وأنه في كل لحظة صبر، في كل خطوة، هناك بريقٌ من الأمل يضيء لنا الطريق. نحن الذين لم نفقد الأمل يومًا، لأننا نعلم أن الله قريب من عباده، يسمع دعاءهم، ويستجيب لهم، ويمنحهم القوة لكي يقاوموا الحياة بكل ما فيها.إننا نعيش في زمن مليء بالأمل، وإذا كان الله معنا، فمن علينا؟

نعم، نعلم أن الطريق شاق، ولكننا على يقين أن مع كل خطوة نخطيها نحو المعرفة، ومع كل حلم نلاحقه، ومع كل تحدٍ نواجهه، هناك يد إلهية تُدير لنا دُروبنا، تفتح لنا أبوابًا مغلقة، وتمنحنا القوة لمواجهة ما يعيقنا.

بفضل الله، ثم بفضل عزيمتنا وإصرارنا، سنمضي في طريقنا، سنواجه التحديات، وسنتغلب على الصعاب، ولن نكون مجرد أرقام في سجلات الحياة، بل سنكون من يصنع الفرق. وسيشهد التاريخ أن هذا الجيل هو جيلٌ مقاوم، جيلٌ واعٍ، جيلٌ مُصرّ على النجاح والتغيير.

إلى كل من يقرأ هذه الكلمات، إلى كل من يملك حلمًا، إلى كل من يؤمن أن الله قادر على تحقيق المستحيل، نقول لكم: دعونا نبني معًا مستقبلًا مشرقًا، ولا نلتفت لما يقال عنّا، فإرادتنا أقوى من كل ما يمكن أن يُقال.

إننا جيلٌ سيُكتب له التاريخ في أجمل صفحاته.

ولدي يقين بأن كل ما نمر به هو خطة إلهية، وأنه رغم كل المحن التي نواجهها، وكل الصعوبات التي تعترض طريقنا، فإن هناك حكمة خفية وراء كل ما يحدث. ما نراه اليوم من تحديات وآلام هو بمثابة تدريب لنا، لتقوية عزائمنا، ولتصقل إيماننا بأن الله لا يبتلي عباده إلا لحكمه، ولا يمنحهم المحن إلا ليهديهم إلى ما هو أفضل.في كل لحظة ألم، في كل طريق مسدود، نعلم أن هناك أملًا يلوح في الآفاق، وأن الله سبحانه وتعالى يضعنا في المكان الذي يريدنا فيه في هذه اللحظة، ليعلمنا كيف نُدير الأمور بحكمة، وكيف نثق في قدراته التي لا تحد.إن كل خطوة نخطوها اليوم نحو المستقبل هي جزء من خطة إلهية ترسم لنا طريق النجاح والراحة في النهاية.

لن نيأس، ولن نتراجع، لأننا نعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأنه مع الصبر تأتي النعم، وأن مع كل ضيق فرجًا. في هذه الحياة يا معشر القُراء، قد نشعر أحيانًا بأننا لا نملك القوة على الاستمرار، ولكن هناك يقين داخلي ينبع من إيماننا بأن كل ما مررنا به كان ضروريًا لكي نصبح أقوى، وأفضل، وأكثر استحقاقًا لما هو قادم.