من وراء اللعب بالنار في عدن؟
بقلم:حنان الشعيبي
في الآونة الأخيرة أصبحنا نرى سلوكيات غريبة بين بعض الشباب .. سلوكيات لم تكن مألوفة في مجتمعنا بل تجاوزت حدود المعقول حتى أثارت استغرابنا واستنكارنا ، مجموعة من الشباب يعبثون بالنار في الشوارع، يرمونها فوق المارة و داخل الحافلات وعلى السيارات المركونة حتى تسببت هذه الأفعال في احتراق حافلة أحد المواطنين بالكامل! ومع ذلك تتكرر المشهد مرات عدة .. ومع ذلك يصر البعض على تبرير هذه الفوضى بحجة أن هؤلاء الشباب مجرد *أطفال*!
والأدهى من ذلك أن من يروج لهذا التبرير بعض المعلمين والمثقفين الذين يحاولون إقناع الناس بأن هذه التصرفات مجرد انعكاس للظروف المعيشية الصعبة وكأن غياب الرواتب مبرر لتحويل الشوارع إلى ساحة فوضى! لكن دعونا نطرح تساؤلات منطقية ..
هل هذه الظروف وليدة اللحظة؟ هل الجنوبيون يعانون منذ أكثر من ثلاثين عام او منذ عشر اعوام فقط !؟
اليس جميعنا عاش ظروفا مماثلة و لم يتوقعها ومع هذا وذاك كنا صامدون !!
فهل تخلينا عن تربية أبنائنا؟ هل جعلنا المعاناة شماعة لنشر الفوضى؟ هل فكرنا في الانتقام ممن أذاقونا ويلات الحياة؟
لا .. لم نفعل ، بل سعينا جاهدين لإصلاح أوضاعنا وعملنا بكرامة .. بل هناك نساء ورجال وأطفال من البنات والاولاد خرجوا للكدح من أجل لقمة العيش، ولم يلجأوا قط للتدمير أو العبث بأرواح الناس. فكيف أصبحنا اليوم نجد من يبرر للباطل !؟ ويستخدم "كلمة حق لتمرير الفوضى؟ أليس *الحق* هو أحد أسماء الله الحسنى؟ فليحذر كل من يحاول تحريفه لأن من يحمل اسم *الحق* لن يهمل ولن يمهل .. وسيكون الرد من صاحب *الحق* سبحانه وتعالى عاجلًا أم آجلًا.
فالمجتمع الذي يتساهل في تبرير الخطأ لا يلبث أن يدفع ثمنه غاليا .. التربية ليست رفاهية والانضباط ليس خيارا ، فمن أراد أن ينجو بنفسه ومجتمعه فليعد إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان .