البحث عن السعادة

بقلم:  صفاء المليح 

السعادة هدف يسعى إليه الجميع، لكنها في كثير من الأحيان تبدو بعيدة المنال، رغم أنها قد تكون أقرب إلينا مما نتصور. الحقيقة أن السعادة لا تكمن في كثرة المال أو الجاه، بل في القناعة، فالقناعة كنز لا يفنى، وهي مفتاح الراحة النفسية والرضا بالحياة.

في عصرنا الحالي، نفتقد القناعة، ولهذا نجد أنفسنا في دوامة البحث المستمر عن السعادة. نركض خلف المال، نطارد الشهرة، ونتعلق بالماديات، معتقدين أنها ستجلب لنا السعادة الدائمة، لكن في النهاية نجد أننا لم نحصل إلا على مزيد من القلق والتعب. ولو تأملنا لوجدنا أن السعادة الحقيقية تكمن في الرضا بقدر الله، والإيمان بأنه هو الرزاق، يهب نعمه لمن يشاء من عباده بحكمته وعدله.

نرى الفقير يبحث عن الغنى معتقدًا أن المال سيجلب له السعادة، بينما نجد الغني، رغم امتلاكه الكثير، يسعى جاهدًا لزيادة ثروته وكأنه سيعيش للأبد. يبحث الإنسان عن الصحة بعد أن أهدرها في الجري وراء الطموحات المادية، ويبحث عن الأصدقاء بعدما خسرهم بسبب الطمع والجشع، فلم يبقَ حوله سوى أصحاب المصالح الذين لا يجلبون السعادة الحقيقية.

لو توقفنا للحظة وتأملنا في حياتنا، لوجدنا أن السعادة ليست فيما نمتلك، بل فيما نشعر به. القناعة بما لدينا، والإيمان بأن الله يدبر أمورنا بحكمته، هو ما يمنحنا السكينة والطمأنينة. فالسعادة الحقيقية ليست في امتلاك كل شيء، بل في الرضا بكل شيء.